الوراثة والجينات

ليون؟ لقد كبرت يا بني! وأصبح لديك قطعة من والدك! ذقنك الآن تشبه ذقن أبيك تماما! مرحبا، تسعدني رؤيتك! نعم، ذقنك تشبه ذقن أبيك كثيرا، أليس كذلك؟ وربما ذقن جدك أيضا؟ معظم الناس يشبهون أبويهم، وهذا ينطبق على كل الكائنات الحية. كلبين أبيضين كثيفي الشعر سينجبان جراء بيضاء كثيفة الشعر - وليس جراء صغيرة مرقطة، وبالطبع لن ينجبا قططا. تنتج نبتة الفراولة المزيد من نبات الفراولة، وليس توتا أو شجر تفاح. إننا نشبه أقاربنا لأننا نرث الكثير من السمات من آبائنا وأجدادنا. ينطبق هذا على كل من المظهر والسمات الأخرى.. كالأذن الموسيقية وسرعة الركض. لاحظ البشر ذلك منذ القدم. منذ عدة آلاف سنة، حاول الناس وضع الحيوانات - ذات الخواص المفيدة المتعددة - معا للتزاوج. عندما يتزاوج كلب صيد جيد مع كلبة صيد جيدة أخرى، تزيد احتمالية إنجاب كلب صيد جيد وربما أفضل. يسمى هذا بالتهجين. قام الناس بتهجين حيواناتهم للحصول على سلالات بخصائص مختلفة. بعض سلالات الكلاب أصبحت كلاب حراسة شرسة، بينما أصبحت أخرى جيدة في التعقب أو الجر. أول من درس كيفية توارث السمات بشكل علمي هو هذا الرجل. إسمي جريجور مينديل. أنا رجل دين وعالم. عاش مينديل خلال القرن التاسع عشر، وأكثر ما عرف به هو تجاربه مع زهور البازلاء. يُقدر بأنه قام بزراعة 30000 نبتة! اكتشف منديل نمطا لكيفية توارث النباتات لخصائصها. لاحظ أنه عند مزج نبتة بزهور بنفسجية مع أخرى بزهور بيضاء ... … تكون أزهار النبتة الناتجة بنفسجية. لكن عند قيامه بتهجين النباتات الجديدة ذات الزهور البنفسجية ... يظهر اللون الأبيض ثانية في ربع النباتات الناتجة. لذا لم تحصل الزهور على لون متوسط بين اللونين، فلم تصبح باللون البنفسجي الفاتح أو الزهري. رسم جريجور ميندل بعض الاستنتاجات. فهم أن … النبات يمكنه حمل التغيير المرتقب - أو السمة - للونين في نفس الوقت، لكن ليس شرطا أن يكون كل من السمتين مرئيا. بعض السمات موجودة في الزهرة، ويمكنها نقلها للجيل التالي، بدون أن يؤثر ذلك على شكل الزهرة الخارجي. قام مينديل بإجراء أولى تجارب نظرية الوراثة، وهي نظرية فتحت المجال لمساحة جديدة من الدراسة غيرت نظرتنا إلى علم الأحياء بشكل سريع، وكذلك نظرتنا إلى تطور الحياة ... … وعلمتنا سبب وراثتنا للخصائص من آبائنا.