النوم

مرحبا. كيف الحال؟ هل تعرفين كم الساعة؟ هه. أنا لا أريد تضييع ثلث عمري في النوم. صحيح، قد تحصلين على بضع ساعات إضافية إن لم تنامي الآن. ممم. لكن هل لديك فكرة عن ما ستكلفك إياه هذه الساعات الإضافية؟ النوم مهم. أنظري في الطبيعة. يبدو أن كل الحيوانات تحتاج للنوم، بدلا من استخدام كل الوقت للأكل أو التناسل، أو مراقبة الأنحاء حتى لا يتم أكلها. فإذا لم تكن هناك حاجة ضرورية للنوم، لكان قد اختفى مع التطور منذ قديم الأزل. لكن السبب المحدد لنومنا كثيرا، بات لغزا حير العلماء لوقت طويل. أحد طرق التعرف على تأثير النوم هي دراسة ما يحدث لأجسامنا و أدمغتنا عندما نقلل من نومنا، فالكثير من الأشياء تبدأ بالحدوث عندها. هل أنت مستعدة؟ ها هي: خمس أشياء تحدث إن لم نحصل على ما يكفي من النوم! واحد: نصبح انفعاليين وأقل إبداعية وصبرا. من المؤكد أنكِ لاحظت هذا أحيانا؟ ولا يمكن لأي مشروب طاقة أن يكون عوضا عن النوم. إثنان: نمرض.حقيقة. نظامنا المناعي هو المسؤول عن قتل الفيروسات والبكتيريا في الجسم، وتقل فعاليته كثيرا عندما لا ننام لوقت كاف. يمكن ملاحظة هذا حتى بعد ليلة واحدة فقط من قلة النوم. لذا إن شعرت بالمرض، فتأكدي من حصولك على نوم كاف، لتزيد فرصتك في التعافي. ثلاثة: تزيد الرغبة للأطعمة السكرية، ويزيد خطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري. أربعة: الشعور بأن الحياة مملة وحزينة. هذا بسبب عقلك المجهد، يكون من الأسهل عليه تذكر الأشياء السيئة لسبب ما، بدلا من تذكر الأشياء الجيدة، وإذا استمرت قلة النوم، يزيد خطر الإصابة بالإكتئاب. خمسة: تقل سرعة التعلم. يستخدم الدماغ النوم لترتيب الانطباعات، وتنظيم الذاكرة نوعا ما. عندما ننام جيدا بعد تعلم شيء ما، فستزيد قدرتنا على تذكر ما تعلمناه عن ما إذا لم ننم جيدا بعد تعلمه. لذا فليس مهما فقط أن نبقى منتبهين أثناء استقبالنا لمعلومات جديدة، لكن النوم بعد ذلك أيضا يساعدنا على التعلم والتذكر، وهذا صحيح بغض النظر عن ما إذا كنت تدرسين لامتحان أو تتعلمين عزف الجيتار أو ركوب الدراجة الاحادية، وهو صحيح خصوصا عند تعلم مهارة جديدة للقيام بعمل ما، وعند محاولة فهم كميات كبيرة من المعلومات ورسم الاستنتاجات. لذا، فبالنوم أكثر قليلا، يمكنكِ الحصول على نتائج أفضل في المدرسة بدون زيادة المذاكرة! لا يحتاج كل الناس لنفس الكمية من النوم ، ولا نحتاج لنوم نفس الوقت في كل الأعمار. عادة يحتاج المراهقون لنوم أكثر قليلا من أولئك الأصغر منهم سنا، وذلك لأن مستويات الهرمونات تتغير وينمو الجسم بسرعة، ولذلك يحتاج الكثير من الراحة. جربي التالي في الفصل الدراسي القادم: إذهبي للنوم في نفس الوقت ليلا يوميا بدون ضبط المنبه. بعد فترة، سيتوصل جسمكِ لإيقاعه الخاص و تقومين من النوم في نفس الوقت يوميا. لا تتفاجئي إذا اكتشفتي أنكِ تحتاجين من تسع إلى عشر ساعات يوميا لتشعري بالراحة الحقيقية. شيء آخر يحدث في سن المراهقة وهو أن إيقاع ساعتك البيولوجية يتغير ضبطه. سيكون من الأفضل للكثير من الناس أن تتأخر بداية الدوام المدرسي، أن النوم متأخرا يلائم المراهقين أكثر من الاستيقاظ مبكرا. أهلا، صباح الخير!هل نمت جيدا؟ ربما ليس لما يكفي؟ لحسن حظك أن لديكِ فرصة أخرى للحصول على نوم كاف، في المساء.