
إضطرابات الأكل

قم بالترقية للحصول على المزيد من المحتوى
صح أم خطأ؟ يشعر الأشخاص المصابوناضطرابات الطعام عند تناول الطعام بأنهم غير قادرين على التحكم فيما يأكلونه أو مقدار ما يأكلونه خلال نوبة الشراهة عند تناول الطعام.
هذه ماي. عمرها 15، ولديها مجموعة من الأصدقاء المقربين تقضي وقتها معهم. عادة ما يشترون الأيسكريم بعد المدرسة أو يطهون الطعام معا. لكن مؤخرا، لم تعد ماي تنضم إليهم. شيء آخر يشغل بالها... تفكر ماي كثيرا مؤخرا في شكلها. لقد تغير جسمها خلال السنوات القليلة الماضية، ولا تشعر الآن بالرضا عندما تنظر للمرآة. إنها تخشى زيادة وزنها، والأكل يُشعرها بالندم والقلق. لقد تغيرت عاداتها بسبب ذلك: لم تعد تأكل أكلاتها المفضلة، وتتجنب الموائد العائلية والأنشطة التي تشمل الأكل. ماي لديها اضطراب في الأكل. إضطرابات الأكل مجموعة من الأمراض تتعلق بالأفكار والمشاعر وتجعلنا نتصرف بغرابة فيما يخص الأكل. الكثير من اضطرابات الأكل قد يصعب تمييزها وتصنيفها. لكن بعضها له أعراض محددة جدا. منها فقدان الشهية العُصابي واضطراب نهم الطعام والنُهام العُصابي. مصابوا فقدان الشهية العُصابي عادة يرون أن لديهم زيادة في الوزن، حتى إن كان وزنهم أقل مما ينبغي بكثير - تشوه في صورة الجسد. إنهم يخشون زيادة الوزن، لذا يحسبون السعرات بقلق، ويقللون كمية الطعام التي يأكلونها. عادة ما يحاولون ضبط أوزانهم بالتقيؤ والتمرن الزائد أو تناول المسهلات أو الحبوب التي تزيل الماء من الجسم - مدرات البول. هكذا يتعرض الجسم لنقص الغذاء ولا يمكنه العمل جيدا. تصبح وظائف الجسم الطبيعية بطيئة، وأحيانا تتوقف. كل هذا يؤدي لمشكلات صحية أخرى: العقم وتلف العضلات وضعف العظام والكثير من التعقيدات البدنية الأخرى. في أصعب أشكاله، يمكن أن يُسبب فقدان الشهية العصابي توقف القلب والوفاة. بينما يُجوع مصابوا فقدان الشهية العصابي أنفسهم، يستهلك مصابوا اضطراب نهم الطعام كميات كبيرة من الطعام خلال فترة قصيرة من الوقت. في اليوم العادي يحاولون عادة تقليل أكلهم، لكن مع ظهور نوبة اضطراب نهم الطعام، يفقدون السيطرة على ما يأكلونه وكمياته. هذا يُشعرهم بالخجل والإحراج، لذا يميلون لتجنب الآخرين، والأكل في السر. إفراط الأكل بفعل اضطراب نهم الطعام عادة يؤدي لمشكلات بدنية خطرة، تشمل السمنة وداء السكري وارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب والأرق. يحدث إفراط الأكل أيضا لدى مرضى النُهام العُصابي. الفرق الأساسي هو أنه بعد النهم، يقوم مصابوا النُهام العُصابي بتناول المسهلات لإجبار أنفسهم على التقيؤ - سلوك يسمى التليين. هذه الدورة من الأكل بنهم والتليين تصبح متكررة ويفقدون السيطرة عليها. قد يحتاجون أيضا لموازنة إفراط الأكل بالإفراط في التمرن، فيتخطون وجباتا ويجربون حمياتا مختلفة. مصابوا النُهام العُصابي لا يفقدون الوزن كثيرا عادة كمصابي فقدان الشهية العصابي. بل ربما يزيدون عنهم وزنا بقليل، أو يتعرضون لتقلبات في الوزن. الأعراض الأخرى لهذا الاضطراب تشمل تضخم الغدد في الرقبة أسفل خط الفك والتهاب مزمن في الحلق وتلف الأسنان والجفاف. يمكن أن يؤدي النُهام العُصابي لمشاكل بدنية خطرة أيضا كتقرحات المعدة وثقوب الأمعاء ومشاكل القلب ومشاكل سوء التغذية الأخرى. أسباب الاضطرابات الغضائية غير واضحة. إنها غالبا مزيج من عدة عوامل بيولوجية وبيئية. رغم الاختلافات بينها، إلا أن جميعها تؤثر على الصحة سلبيا وعلى حياة الذين يعانون منها. إن لم تُعالج، فقد تؤدي لسوء التغذية ومشكلات صحية أكثر خطورة وربما تهدد الحياة. لحسن الحظ أدرك أصدقاء ماي وعائلتها مرضها مبكرا، وهي تحصل على الرعاية التي تحتاجها الآن. بالرعاية الطبية الجيدة والدعم العاطفي، يمكن إصلاح الصحة النفسية والبدنية. نأمل أن تتعافى ماي سريعا لتتمكن من الاستمتاع بحياتها مجددا.