العلم والعلم الزائف

أرني يدك اليمنى يا فيليب. أريد قراءة مستقبلك. ماذا؟ كيف يمكنكِ ذلك بالنظر ليدي؟ لقد قرأت أبحاثًا تقول أن خطوط كفك تحوي الكثير عنك. كفك يخبرني أنك منظم. ستعيش طويلًا، وسيحدث شيء مثير لك اليوم! هل يمكن لكيم حقًا معرفة مستقبل فيليب من كفه؟ أم أنه مجرد تخمين؟ ذكر كيم قراءة أبحاث حول معرفة المستقبل من الكف. كلمة “بحث” تجعل الأمر يبدو علميًا أليس كذلك؟ لكن إجراء تجربة لا يجعل الأمر علميًا. تخيل أنك تلاحظ نمو نبتة على نافذتك باتجاه الخارج. ربما تظن أن النبتة تنمو باتجاه الضوء في الخارج. إنه تفسيرك للأمر- الفرضية. لكن لا يمكنك التأكد من صحتها، لذا بناءً على فرضيتك، تقوم بتجربة - تغلق الستائر لترى ما سيحدث للنبتة مع انعدام الضوء من النافذة. ثم تعيد التحقق منها بعد شهر. تحلل نتائج تجربتك. فتلاحظ أن النبتة ما زالت تنمو باتجاه النافذة. هذا يعني أن فرضيتك الأولى إما خاطئة، أو أنك لم تختبر نبتات كافية. قد تفكر في تفسيرات أخرى وتختبر فرضيات أخرى، بأكثر من نبتة هذه المرة، لتتحقق أن نتائجك دقيقة وموثوقة. حقيقة إمكانية إثبات خطأ الفرضية هو جزء مهم جدًا من العلم. لذا فالعلم هو عمل ملاحظات للعالم حولنا، لمحاولة إيجاد تفسيرات ممكنة -الفرضيات، ثم إجراء تجارب لإثبات صحة أو خطأ الفرضيات. إذا كيف يختلف بحث كيم لقراءة الكف عن العلم الحقيقي؟ تبدأ قراءة الكف بالملاحظة. النظر للكف. فهى لها فرضية: الخطوط على الكف يمكنها التنبؤ بالمستقبل. هنا تصبح الأمور شائكة. أخبرت كيم فيليب أن خطوط كفه تقول بأنه شخص منظم. لكن كيم عرف ذلك بسهولة لأنه صديق فيليب. ماذا عن الحدث المثير؟ تلك العبارة مبهمة. يمكن لكيم أن يشير لأي حدث اليوم على أنه مثير، لتصدق فرضيته. لذا لا توجد طريقة لإثبات خطأ الفرضية. هذا هو الفرق الرئيسي بين العلم وهذا النوع من الأبحاث. حتى إن بدا الأمر علميًا، فهو ليس كذلك. نسمي هذا بالعلم الزائف. هناك فروق أخرى بين العلم الحقيقي والزائف. النتائج العلمية مبنية على دراسات متحكم بها بدقة. والتي تُكتب وتُراجع وغالبا تُعاد من قبل علماء آخرين. إن تطابقت نتائج الدراسة المعادة مع الدراسة الأولية، فهذا رائع. إن لم تتطابق، فقد تكون الفرضية الأصلية خاطئة ويجب القيام بالمزيد من البحث. البحث العلمي الزائف عادة غير مخطط أو متحكم به بدقة، وعادة ما تختلف نتائجه مع الإعادة. لذا بدلًا من تغيير الفرضية، يلوم العلماء الزائفون عوامل أخرى، مثل طرق البحث الأخرى. قراءة الكف ليست العلم الزائف الوحيد. هناك الكثير كالأبراج وقراءة الذهن واللمس العلاجي. جئت لأخبرك بشيء مثير. انضممت لمعسكر تصوير بالصيف. لقد كنت محق. لكن علي الاعتراف. لقد قابلت أمك سابقًا. ربما أخبرتني بذلك، أو ربما لا!