سلسلة الجبال الاسكندنافية

السواحل والغابات والمضايق البحرية والبحيرات والتندرا هذه هي الطبيعية المتنوعة لسلسلة الجبال الاسكندنافية بشمال أوروبا. الجانب الغربي من السلسلة ينخفض ​​بحدة في بحر الشمال وبحر النرويج. للشمال الشرقي، تنحرف الجبال نحو فنلندا. وللشمال فهي تشكل الحدود بين النرويج والسويد. قمم الجبال منخفضة بالنسبة للسلاسل الأوروبية الأخرى. أعلاها غالدهوبيغن جنوب النرويج، بارتفاع 2469 متر. قمم هذه الجبال المسطحة نسبيًا تطرح نظريات مختلفة لكيفية نشأتها. يرى بعض الخبراء أن السلسلة تشكلت لتهالك صخرة عمرها 400 مليون سنة بفعل الطقس والجليد، التآكل، ثم دفعتها قشرة الأرض للأعلى بعد 350 مليون سنة. يرى آخرون أن الجبال نفسها وجدت منذ 400 مليون سنة، وتآكلت ببطء لشكلها المعاصر. مناخ الجبال الاسكندنافية يتأثر بأنظمة الطقس المتكونة فوق المحيط الأطلسي. يتزايد ارتفاع الضغط عادة في الربيع، مؤديًا لحرارة 10 إلى 15 درجة في النهار من أواخر أبريل إلى أواخر يونيو. تنخفض الحرارة في الليل لما تحت الصفر عادة في الوديان المرتفعة. طقس الصيف مختلط. في فترات ارتفاع الضغط، يمكن أن تصل الحرارة إلى 30 درجة. لكن مع نهاية أغسطس، تتساقط الثلوج على بعض القمم بمناطق الطقس الأطلسي الأخرى. تنخفض الحرارة تدريجيًا في الخريف. مع أواخر أكتوبر، تكثر الرياح القوية والعواصف. في الشتاء تقل العواصف وتسقط الثلوج. تتراوح الحرارة بين -10 و -15 درجة في يناير، لكن قد تنخفض إلى -30 أثناء فترات ارتفاع الضغط. الحياة النباتية والبرية في الجبال الاسكندنافية عليها مواجهة تغيرات مناخ. في الصيف يزدهر النبات في دفئ الحرارة وطول النهار. تدعم شجيرات الصفصاف حياة الحشرات التي بدورها توفر الطعام للطيور كنقشارة الصفصاف. تتغذى فئران الحقول واللاموس على شجيرات الصيف أيضًا، وهي فرائس لخز الصنوبر وثعالب القطب الشمالي. لكن في حرارة ما دون الصفر وقصر النهار في الشتاء لا ينمو أي شيء لأشهر. يندفن النبات تحت طبقة الثلج العميقة. تدخل بعض الحيوانات كالدب البني الأوراسي في سبات، بينما تطارد أخرى كالعرس الصغيرة الفرائس في جحور الثلج. تهاجر طيور الشنقب والوقواق اسكندنافيا إلى المناخات الأكثر دفئًا. تهاجر الرنة لأسفل الجبال حيث الغابات لتمتحي بأشجار التنوب والحور النرويجي. أول من عاشوا بهذه الجبال في ما قبل التاريخ كانوا يصطادون الرنة. قاموا بتتبعها عبر السلاسل وإمساكها بدفعها نحو فخاخ محفورة. تحول هؤلاء الصيادين إلى زراعة المحاصيل بأراضي الوادي الخصبة ورعي الأغنام والماعز في المراعي العليا. خلال القرن السادس عشر، استقر المزيد من الناس في الجبال. أصبح من الصعب توفير أراض للجميع. قطع الناس الأشجار للمزارع، واضطر آخرون للبناء على أرفف جبلية ضيقة. في القرنين التاسع عشر والعشرين، وعلى عكس جبال أوروبا الأخرى، لم تُطور جبال اسكندنافيا بالطرق أو سكك الحديد أو التعدين أو التصنيع. لذا انتقلت عائلات الزراعة إلى البلدات والمدن لإيجاد وظائف. تم هجر المزارع الجبلية. تم ترميم العديد من المزارع القديمة مؤخرًا ككابينات، لاستضافة الزوار القادمين للتسلق وركوب الدراجات والتخييم في الجبال المعروفة اليوم باسم “آخر براري أوروبا".