أدوار الأنواع المختلفة في المجتمع

والدا ماريا يبنيان بركة صغيرة في حديقة المنزل. ومهمة ماريا هي تحديد النباتات والحيوانات التي ستعيش بها. تضع ماريا أولا بعض النباتات المائية في البركة. وتريد بعض القصب في الأطراف، وبمنتصف البركة وضعت بعض زنابق الماء والطحالب. وبعدما تم الانتهاء من وضع النباتات، أرادت ماريا وضع بعض الأسماك أيضًا. وقد اختارت السمك الذهبي. إن ماريا سعيدة جدا ببركتها، لكنها أصبحت مشغولة بالمدرسة والأصدقاء، ونسيت البركة. عندما تذكرت فحصها بعد بضع أسابيع، تفاجأت بوجود كائنات حية كثيرة في البركة وحولها. بعض الطيور والبط واليعاسيب وحشرات أخرى. بل وسمعت حتى نقيق ضفادع! عندما ملأت ماريا البركة بالنباتات والسمك الذهبي، قامت بتكوين بيئة تستمع الكائنات الأخرى بالعيش بها أيضًا. تعيش كل هذه الكائنات الآن في نفس المكان، وفي نفس الوقت وتتفاعل مع بعضها. لقد قامت ماريا بتكوين مجتمع حيوي. النباتات التي اختارتها ماريا توفر الطعام لكل الحيوانات حول البركة. إنها تؤدي دور المنتجات في المجتمع. الحيوانات التي تأكلها هي المستهلكات في المجتمع. لكن هذه ليست الأدوار الوحيدة التي يمكن أن تؤديها الأنواع في المجتمع. لننظر إلى السمك الذهبي في بركة ماريا. عندما وضعته ماريا أولا في البركة، لم يكن بها حيوانات تأكل ذلك السمك. كما أن ماريا أطعمته حبيبات مغذية. لذا تكاثر السمك الذهبي بسرعة، وسرعان ما أصبح هناك الكثير منه. إن قمت بعد كل حيوانات البركة، فستجد أن السمك الذهبي أكثر بكثير من أي نوع آخر. السمك الذهبي يأكل أغلب الطعام، وأحيانا يمنع حيوانات أخرى من العيش هنا. لا يمكن للبعوض مثلا العيش حول البركة لأن السمك يأكل يرقاته. السمك الذهبي يؤدي دور النوع المهيمن في هذا المجتمع الحيوي. دعنا نت الحديث عن بركة ماريا قليلا، ولنتحدث عن قاع البحر. لنلقي نظرة على المجتمع الحيوي حيث نجم البحر هو الوحيد الذي يأكل قنافذ البحر والمحار وقشريات أخرى. لذا فدور نجوم البحر هو السيطرة على أعداد تلك الأنواع الأخرى بأكلها. إن تمت إزالة كل نجوم البحر فجأة من هذا المجتمع، فستنمو أعداد المحار والقنافذ كثيرًا. قد يؤدي ذلك لهجر أنواع أخرى كالأسماك لذلك المكان. بدون نجوم البحر، سيصبح المجتمع فجأة غير متوازن أو صحي. نجم البحر يؤدي دورًا يُبقى المجتمع بأكمله متماسكًا. إنه نوع رئيسي. قامت ماريا بتعديل الحديقة ببناء بركة، وبـ بناء تلك البركة أنتجت مجتمعًا. وهى تحافظ على ذلك المجتمع بإطعام السمك الذهبي والبط من وقت لآخر، وري النباتات في الصيف. لأنها قامت بتعديل البيئة وتكوين مجتمع تساعد في رعايته، فإن ماريا هي مهندسة نظام بيئي. في كل المجتمعات الطبيعية كالغابات أو الشعاب المرجانية، ومهندسو الأنظمة البيئية هي أنواع معينة من النباتات أو الحيوانات. إنه أحد الأدوار الكثيرة والهامة التي يمكن للأنواع القيام بها في مجتمعاتها. قد يكون للنوع دور واحد أو أكثر، بناءً على مجتمعه. كالسمك الذهبي في البركة، فهو مستهلك ونوع مهيمن في نفس الوقت. بغض النظر عن عدد الأدوار، لن تعمل المجتمعات جيدًا، وربما إطلاقًا، بدون أن تقوم كل الأنواع بأدوارها.