الثدييات

لينا تلعب مع قطتيها، أليس وبابلز. لينا تحب قطتيها، فهي ترى أنهما ذكيتان وهي تحب فرائهما. لكن هل تعرفين يا لينا أن القطط مصنفة لنفس الفئة الأكبر من الحيوانات كالحيتان؟ يبدو ذلك غريبا، لأن القطط تعيش على اليابسة بينما تعيش الحيتان في الماء. للقطط فراء وارجل، وليس للحيتان فراء أو أرجل. لكنها تشترك في الكثير من الأمور. لنلقي نظرة أقرب. كل من القطط والحيتان الزرقاء لها عمود فقري، أي أنها فقاريات. كلاهما يتنفس برئتين: رغم أن الحيتان الزرقاء تعيش بالماء! كل حوالي نصف ساعة، عليها الصعود للسطح لتنفس الهواء. كلاهما ينظم درجة حرارة جسمه: إنها من ذوات الدم الحار. كلاهما له دماغ متطور. جلد القطط والحيتان الزرقاء مغطى بالشعر: للقطط غطاء واضح من الفراء، لكن للحيتان شعر جسم أيضا! لكن للشعر وظائف مختلفة في هذين النوعين. في القطط، الوظفية الأساسية هي المساعدة على تثبيت حرارة الجسم. في الحيتان، تُستخدم غالبا لتحسس محيطها. لكن الخاصية المميِّزة التي تجمع هذين النوعين من الحيوانات معا، هي أنها تظل لوقت طويل بعد ولادتها، تتغذى على الحليب. الحليب غني بالغذاء الذي يساعد الصغار على النمو، ويُنتج في أجزاء خاصة من جسم الأنثى: الغدد الثديية. لكن هذه الخصائص ليست للقطط والحيتان الزرقاء فقط، فهي توجد لأكثر من 5000 نوع آخر، من بينها نحن البشر! مجموعة، أو فئة الأحياء التي تنتمي إليها تسمى الثدييات. لكن هناك اختلاف رئيسي بين الثدييات، يقسمها لثلاثة مجموعات مميزة: وهو طريقة ولادتها! معظم الثدييات كالحيتان الزرقاء والقطط والبشر تلد صغارا أحياء. تنمو هذه الثدييات وتتطور في الرحم، حيث تحصل على كل الغذاء والأكسجين الذي تحتاجه، عبر عضو خاص يسمى المشيمة. حالما تولد، تكون صغيرة الحجم، لكن أجهزة أعضائها تكون قد نمت. هذه هي الثدييات المشيمية. الثدييات كالكنغر والكوالا تلد صغارا حية أيضا، لكن أعضائها تُكمل نموها بعد الولادة. عندما تولد، تتسلق لجراب في مقدمة جسد الأنثى، حيث تتغذى على الحليب وتكمل نموها وتطورها. هذه الثدييات هي الجرابيات. المجموعة الثالثة من الثدييات تشمل خلد الماء وآكل النمل الشوكي. لا تلد هذه صغارا حية: وإنما تضع بيوضا، تفقس منها الصغار! تسمى هذه الثدييات بأحاديات لمسلك. الثدييات فقاريات تتنفس برئتين، ودمها حار، ولها أدمغة متطورة، ولها شعر جسدي وغدد ثديية. إننا أيضا ننتمي لمجموعة الأحياء هذه. لكن سلوكياتنا، كتدمير البيئة الطبيعية والتلوث، تهدد الثدييات بالانقراض. علينا التوصل لحلول للحفاظ على التنوع المذهل لفئتنا. ألديك أية أفكار لينا؟