
الإجهاد والتعامل مع الإجهاد

قم بالترقية للحصول على المزيد من المحتوى
صحيح أم خطأ؟ من الممكن التخلص من الإجهاد من حياتنا كليا.
إنتقلت ستيلا مؤخرا لمدينة جديدة. كان عليها تغيير مدرستها، وكان الانتقال صعبا عليها. خلال الأسبوعين الماضيين، لم تكن بحال جيدة. طاقتها منخفضة، وتعاني من الصداع والبرد باستمرار، ولا تنام جيدا، ويصعب عليها التركيز، وتنسى الأشياء باستمرار. عائلتها قلقة بشأنها. إنها لا تبدو على ما يرام. ما الذي يجري؟ الانتقال لمدينة جديدة وتغيير المدرسة هي أمور أساسية في الحياة، وقد تسبب الكثير من الضغط. التغيرات البدنية والعاطفية التي تحدث لها، هي طريقة جسدها في الاستجابة لذلك الضغط. عندما يمر شخص ما بشيء جديد أو غير متوقع، أو شيء يعتبره تهديدا، يرسل الدماغ "إشارة استغاثة" لبقية الجسم. كنتيجة لتلك الرسالة، تطلق بعض الأعضاء - الغدد الكظرية، هرمونات لمجرى الدم. هذه الهرمونات هي الأدرينالين - ويعرف أيضا بالإبينفرين ، والكورتيزول. هذان الهرمونان يرفعان معدل القلب وضغط الدم، ويزيدان إمداد المغذيات للعضلات. هذا يُعد الجسم "لمحاربة" الخطر أو "الهرب" منه. يسمى هذا التفاعل للجسم باستجابة الإجهاد. تزول استجابة الإجهاد تلقائيا عادة مع اختفاء التهديد. لكن لستيلا، يبدو أن "التهديد" لا يختفي أبدا، فما زالت تتكيف مع حياتها الجديدة. إنها تمر بضغط كبير في الحياة المدرسية، ولا تعرف كيف تتأقلم. جسدها في حالة تأهب مستمر، ويستخدم كل موارده لإبقاء حالة استجابة الإجهاد! لهذا تشعر ستيلا بالإرهاق ونقص الطاقة. ستيلا تمر بحالة إجهاد. في حالتها، يسبب الضغط إجهادا طويل الأمد، وهذا يؤثر عليها سلبا. لكن هل الإجهاد دائما سيء؟ في الواقع يمكن أن يكون مفيدا، فقد يساعدنا على التأقلم مع التحديات. مثلا، قبل بداية منافسة السباحة، تشعر ستيلا بالقلق. إنها تريد السباحة بأقصى سرعة. لذا تتولد استجابة الإجهاد، وتجعلها تسبح بسرعة أعلى قليلا. مع انتهاء السباق، يعود جسم ستيلا لطبيعته وحالته الهادئة، ولا تعاني ستيلا من أية مشاكل طويلة الأمد. لا يمكننا عادة تنحية الإجهاد من حياتنا تماما. لكن يمكن أن نتعلم كيفية التأقلم معه، وتجنب الإجهاد طويل الأمد. إن كنت تشعر بالإجهاد، فإحدى أبسط الطرق لتهدئة نفسك هي أخذ أنفاس بطيئة وعميقة. قد يساعد التمرن على التأقلم مع الإجهاد أيضا. لكن من المهم دائما أن تُخبر شخصا تثق به بما تشعر به. قد يساعدك ذلك على رؤية الأشياء بشكل مختلف ومعرفة كيفية تقليل الإجهاد. أهم شيء هو أن تأخذ بعض الاستراحات، وتفعل أمورا تحبها. قررت ستيلا محادثة والديها بما تشعر به، ووعداها بأن يحاولا مساعدتها للتأقلم مع بيئتها الجديدة ومنحها دعمهما الدائم. كما تحدثت ستيلا لصديقتها سلمى، والتي كانت ذات مرة جديدة في المدرسة أيضا. تقول سلمى أن الامر كان صعبا عليها في البداية أيضا، لكن الأمور تحسنت مع الوقت. كما دعت ستيلا للانضمام لمجموعة أصدقاء اللعب. جعل ذلك ستيلا تتحسن، ورغم أن الأمر قد يستغرق وقتا، لكن بالدعم الجيد، ستستمتع ستيلا بحياتها مجددا قريبا.