الغلاف الجوي للأرض

خذ شهيقًا للداخل... ثم أخرج زفيرًا، ودع الهواء يخرج من جسمك ... يخرج إلى أين؟! سؤال جيد. الهواء الذي تتنفسه يبقى هنا ... ... في طبقة الغاز التي تحيط بالأرض - الغلاف الجوي. يتكون الغلاف الجوي للأرض من مزيج من الغازات المختلفة، معظمها من النيتروجين والأكسجين، بالإضافة إلى كميات صغيرة من الأرجون وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء وغازات أخرى. يتم سحب جزيئات الغاز نحو الأرض بواسطة قوة الجاذبية. تكون قوة الجاذبية أقوى ما يكون بالقرب من سطح الكوكب، لذلك يكون الغلاف الجوي أكثر سمكًا هناك، ويقل مع زيادة الارتفاع. تتغير درجة الحرارة أيضًا مع الارتفاع. بناءً على هذه الخصائص المتغيرة، يمكن تقسيم الغلاف الجوي للأرض إلى خمس طبقات متميزة. الطبقة الأولى وهي الأقرب إلى سطح الأرض، يبلغ سمكها حوالي 7 إلى 20 كيلومترًا. يكون أعلى مستوى عند خط الاستواء وأدنى مستوى عند القطبين الشمالي والجنوبي. تحتوي هذه الطبقة على حوالي نصف كتلة الغازات التي تحيط بكوكبنا. كما أنها تحتوي على معظم بخار الماء في الغلاف الجوي. تلك هى طبقة التروبوسفير. ترتفع درجة حرارة الهواء في طبقة التروبوسفير بالقرب من سطح الأرض، وتصبح أكثر برودة كلما اتجهنا للأعلى. يؤدي هذا إلى دوران الهواء وتحركه مثل الرياح. تحتوي طبقة التروبوسفير أيضًا على جزيئات صغيرة مثل الغبار، ويمكن لبخار الماء أن يتكثف حولها مكونًا السحب. لذلك فإن طبقة التروبوسفير هي المكان الذي يحدث فيه معظم تغيرات الطقس. الطبقة الثانية من الغلاف الجوي تمتد من نهاية التروبوسفير إلى حوالي 50 كيلومتر فوق سطح الأرض. الهواء هنا أرق بألف مرة من مستوى سطح البحر. تلك طبقة الستراتوسفير. درجة الحرارة في الستراتوسفير تزداد مع الارتفاع. هذا بسبب طبقة من الغاز تسمى الأوزون. تمتص طبقة الأوزون بعض الإشعاع من الشمس. هذا يحبس الحرارة ويحمي الأرض من الإشعاع الضار. تبدأ الطبقة الثالثة من الغلاف الجوي فوق طبقة الستراتوسفير وتمتد حتى 85 كيلومترًا. الهواء هنا أرق مما هو عليه في طبقة الستراتوسفير، ومع ذلك لا يزال كثيفًا بدرجة كافية لتسبب احتراق النيازك أثناء مرورها. هذه الطبقة هي طبقة الميزوسفير. الميزوسفير هى أبرد طبقة في الغلاف الجوي، وتنخفض درجة الحرارة هنا مع الارتفاع. في الجزء العلوي من الغلاف الجوي، تبلغ درجة الحرارة حوالي 90 درجة مئوية تحت الصفر! يكون الجو باردًا لدرجة أن بخار الماء يتجمد في شكل جليد، ويمكن أن يشكل غيومًا بلورية ثلجية "لامعة". وتمتد الطبقة الرابعة من الغلاف الجوي من نهاية طبقة الميزوسفير إلى ارتفاع يتراوح بين 500 و 1000 كيلومتر. الهواء هنا رقيق جدًا لدرجة أن الأجزاء العلوية من هذه الطبقة تعتبر أحيانًا فضاء خارجيًا. هذا هو الغلاف الحراري. يجعل الإشعاع الشمسي الغلاف الحراري شديد الحرارة. يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى 2000 درجة مئوية! الغلاف الحراري هو المكان الذي تدور فيه الأقمار الصناعية، بما في ذلك محطة الفضاء الدولية حول الأرض. يحتوي الغلاف الحراري على طبقة من الغاز المتأين تُعرف باسم الأيونوسفير، حيث تحدث أضواء ساطعة مذهلة - الشفق القطبي -. الطبقة الخامسة الخارجية ليس لها حدود عليا. وهي مكونة من جزيئات مشتتة على نطاق واسع من الهيليوم والهيدروجين. هذا هو الغلاف الخارجي. سحب الجاذبية الذي يعمل على الجسيمات في الغلاف الخارجي منخفض جدًا بحيث يمكن للجسيمات الهروب. هنا ينتقل الغلاف الجوي للأرض إلى الفضاء. إن الغلاف الجوي للأرض بالغ الأهمية. يعمل على استقرار درجة حرارة الأرض وضغطها، مما يسمح بوجود الماء السائل، ويحمي الأرض من الإشعاع الشمسي الضار، ويوفر الهواء للكائنات الحية للتنفس... أطلق زفير ثم شهيق....زفير.