
إعادة تأهيل المريخ

قم بالترقية للحصول على المزيد من المحتوى
إذا تمكن العلماء من الحفاظ بنجاح على غلاف جوي متامسك حول المريخ، فما هي العوامل التي يمكن أن تسبب ضررًا للكائنات الحية التي يتم جلبها من الأرض ؟
كيم، ألن يكون العيش على المريخ رائعًا؟ لست متأكدًا لكن لماذا تسأل؟ أظنه من الرائع التواجد على كوكب آخر. قد تبدو فكرة العيش على المريخ شيقة في البداية. إن المريخ قريب نسبيًا للأرض وقد تستغرق الرحلة أقل من عام. والمريخ كالأرض يبعد عن الشمس بمسافة آمنة، وله غلاف جوي، وعليه مياه فوق وتحت سطحه. مما يجعله أمرًا مبشرًا. لكن المريخ يختلف بطرق عدة عن كوكبنا. إن سافرت إلى المريخ، فسريعًا ما ستلاحظ أنك لا تستطيع تنفس هواء المريخ. هذا بسبب عدم وجود الأكسجين في الغلاف الجوي للمريخ! ليس ذلك فحسب، فغلاف المريخ الجوي رقيق جدًا. الغلاف الجوي للمريخ يساوي حوالي واحد بالمائة من الغلاف الجوي للأرض. هذا الغلاف الجوي الرقيق لا يحتفظ بالكثير من طاقة الشمس، لذا فالمريخ بارد جدًا. بدون بذلة فضائية خاصة، سرعان ما ستتجمد حتى الموت. الغلاف الجوي الرقيق لا يكفي لحماية الكوكب من الرياح الشمسية والإشعاعات الكونية. مما يجعل المريخ مكانًا خطرًا. إن أردنا العيش على المريخ، فعلينا التغلب على تلك التحديات. أحد الحلول هو بناء مدن محصنة، تحت السطح أو تحت قباب خاصة البناء. يمكن إنشاء ظروف صناعية بداخلها، لتمكننا من العيش هناك. لكن المشي خارجا بدون بذلة فضائية سيظل مستحيلًا. إلا إذا أحدثنا تغير بمناخ المريخ بأكمله. إن تمكنا من تحويل بيئة المريخ الخطرة، لتصبح شبيهة بمناخ الأرض، سيصبح الكوكب أكثر ملائمة للحياة. يسمى العلماء ذلك بإعادة التأهيل. ومن أجل إعادة التأهيل للمريخ، نحتاج أولاً إلى حبس طاقة الشمس بالقرب من الكوكب، لموازنة درجة الحرارة. سيتطلب ذلك إطلاق كميات ضخمة من الغازات كثاني أكسيد الكربون وبخار الماء ليقوما باحتجاز الحرارة. هذا من شأنه أن يخلق تأثير الاحتباس الحراري. لكن كيف يمكن القيام بذلك؟ هناك بضعة خيارات. أحدها يشمل تبخير الماء المتجمد وثاني أكسيد الكربون من الأغطية القطبية للمريخ. قد يكون ذلك كافيًا لبدء تأثير الاحتباس الحراري. لكنه على الأرجح لن يكفي لاستمراره. خيار آخر هو توجيه آلاف المذنبات لتصدم المريخ. ستجلب المذنبات الماء والأكسجين ومعادن أخرى مفيدة لموازنة المناخ. لكن هذا الخيار يبدو خطرًا. فإذا أخطأنا التوجيه، يمكن للمذنب ألا يصيب المريخ ويصطدم بالأرض. يفكر علماء آخرون في استخراج عناصر من تربة المريخ وتحويلها إلى غازات دفيئة داخل مصانع ذاتية التشغيل. لكننا لا نملك التكنولوجيا لذلك إلى الآن. حتى إن تمكنا من تحرير غازات كافية لتكوين غلاف جوي مناسب على المريخ، فإن الجاذبية المنخفضة وانعدام المجال المغناطيسي القوي سيؤديان لزوال المناخ المتكون حديثًا. سنحتاج لشيء ما لإبقاء الغلاف الجوي في مكانه. لكن حتى إن فعلنا ذلك، ستكون هناك مشاكل أخرى طويلة المدى يجب أن يقلق البشر بشأنها كالصحة وإمداد الطعام. التعرض للإشعاعات الكونية والجاذبية المنخفضة والمناخ المختلف قليلًا ستؤثر حتما على الجسم البشري، وكذلك على النباتات والحيوانات التي سنجلبها معنا. لا تزال معظم الأفكار التي لدينا حول إعادة تأهيل المريخ مجرد خيال في الوقت الحالي. قد يتحقق ذلك الخيال يومًا ما، لكن ليس في الأجل القريب. أظن أنني سأبقى هنا لأشاهد أفلام الخيال العلمي حتى يكتشف أحدهم الحل لذلك.