سباق الفضاء

مايو 1961. رئيس الولايات المتحدة، جون إف كينيدي، يلقي خطابا مؤثرا. ... أؤمن بأن هذه الأمة عليها الالتزام بتحقيق هدف قبل انتهاء هذا العقد وهو إنزال رجل على القمر وإعادته سالما للأرض... هذا هدف طموح جدا. شيء لم يفعله أحد من قبل! الرئيس كينيدي عازم عليه - وفي أقل من عشر سنوات! لماذا هذا مهم؟ ولماذا نفعله الآن؟ لنعد بالزمن للوراء. بعد الحرب العالمية الثانية، هناك توتر سياسي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. كلا البلدين يريد تأسيس هيمنة عالمية. يظهران قواهما عبر تطوير التكنولوجيا العسكرية - الصواريخ والأسلحة النووية. يريدان إظهار القوة بدون بدء حرب مباشرة. لذا بدلا من استخدام الأسلحة الجديدة لمواجهة بعضهما، تستخدم الحكومتان التكنولوجيا الجديدة للمنافسة على غزو الفضاء. عام 1955، يعلن كلا البلدين على حدى أنه سيكون الأول لوضع قمر صناعي في مدار الأرض. بدأ سباق الفضاء. الرابع من أكتوبر 1957، يطلق السوفييت أول قمر صناعي، سبوتنيك 1، محققين أول انتصار! تبعه بعد شهر سبوتنيك 2، على متنه أول حيوان للفضاء - الكلبة لايكا. الأميريكيون مدمرون. استغرق ثلاث أشهر أخرى لإطلاق أول قمر صناعي، إكسبلورر 1 عام 1958. حافظ السوفييت على تقدمهم في سباق الفضاء. بعد ذلك بعام، أطلق السوفييت لونا 1، والذي تجاوز مدار الأرض، ولونا 2، - أول مسبار فضائي يصل إلى القمر. حاول الأميريكيون اللحاق بهم، لكن السوفييت متقدمين بكثير... ثم انتصار عظيم آخر للسوفييت... في الثاني عشر من أبريل 1961، أصبح يوري جارجارين أول إنسان في الفضاء. لقد دار دورة حول الأرض وعاد بسلام. بعد ذلك بثلاث أسابيع، قام رائد الفضاء ألان شيبارد بأول رحلة له. لكن الأميريكيون تأخروا - لقب "أول إنسان في الفضاء" قد ذهب للسوفييت. أدرك الأميريكيون أنه لم يتبقى سوى شيء واحد ليتقدموا في سباق الفضاء: إنزال أول إنسان على القمر! هنا ألقى الرئيس كينيدي خطابة للكونجرس ليحصل على دعمهم. بميزانية جديدة أضخم، زاد حدة سباق الفضاء. أطلق كل من أميريكا والاتحاد السوفيتي برامج تقربهما للانتصار. أول مرور بكوكب، وأول مشي فضائي، وأقمار صناعية جديدة... ... وأولى الإخفاقات الكبيرة. يناير 1967، تفشل أول مهمة طاقمية للقمر، أبولو 1. احترقت المركبة الفضائية عند الإنطلاق ومات أفراد الطاقم الثلاث. في نفس العام قُتل رائد فضاء سوفيتي خلال عودته للأرض بمهمة سوياز 1. لكن الرهانات كبيرة لإيقاف السباق الآن... في العشرين من يوليو 1969، وبعد ثمان سنوات من خطاب الرئيس كينيدي، قام 600 مليون شخص حول العالم بتشغيل التلفاز لمشاهدة الرائدين نيل أرمسترونج وإدوين "باز" ألدرين يخرجان من المركبة القمرية أبولو 11 إلى سطح القمر. "هذه خطوة واحدة صغيرة للإنسان، وقفزة هائلة للبشرية." بعد أربع أيام، عاد طاقم أبولو 11 بأمان للأرض. تحققت رؤية الرئيس كينيدي. إنه نصر كبير للولايات المتحدة على الاتحاد السوفيتي. بعد هبوط القمر، أبطأ سباق الفضاء. في أوائل سنوات 1970، بدأت المفاوضات بين البلدين بتهدئة التوتر. السابع عشر من يوليو 1975، يُطلق كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي مركبتين معا لمدار الأرض، ويتصافح رجال الفضاء معا. بدأت أول مهمة فضائية دولية - انتهى سباق الفضاء.