
النشاط الإشعاعي - جيد أم سيء؟

قم بالترقية للحصول على المزيد من المحتوى
صحيح أم خطأ. عدة آلالف من الناجين من القصف النووي لهيروشيما وناجازاكي ماتوا لاحقا بسبب السرطان الناتج من تعرضهم للإشعاع.
هل استخدمت أي إشعاع مؤين مؤخرا؟ هل أنت متأكد؟ ربما لديك كاشف دخان في المنزل. عادة يُستخدم إشعاع ألفا لكشف الدخان في الهواء. أو ربما أكلت طعاما تم إشعاعه؟ بعض مناطق العالم في الواقع تعالج الطعام بالإشعاع المؤين. إنه يقتل البكتيريا والطفيليات -- يُعقم الطعام. عندما يصل الطعام لطبقك يكون آمنا، ولم يعد يتبقى به أي إشعاع. تماما مثل الضوء. لا يُخَزن الضوء في الطعام بمجرد إضاءة مصباح عليه. حتى الحُقن والأدوات الطبية الأخرى يمكن تعقيمها بالإشعاع. قد يُستخدم الإشعاع المؤين أيضا عند أطباء الأسنان والعيادات، وذلك في الأشعة السينية. أُستخدم الإشعاع المؤين منذ وقت بعيد على الأرض. بَنت العالمة مارِّي كيوري عيادات أشعة سينية لأطباء الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الأولى. وُضعت المعدات في سيارات لكي يُمكن نقلها مع خطوط الدفاع. الأشعة السينية تُمكن الأطباء من الكشف عن الرصاصات والشظايا قبل إجراء الجراحات للجنود المصابين. أنقذ ذلك الكثير من الأرواح. هناك اليوم الكثير من الطرق لأخصائيي العلاج لالتقاط الصور باستخدام الإسعاع المؤين. هذه المريضة تشرب كمية قليلة من مادة مشعة، والتي ستتجمع في الجزء المُراد فحصه من الجسم، حتى يُمكن للأطباء رؤية الإشعاع الصادر من المادة بكاميرا خاصة. يمكن استخدام الإشعاع المؤين أيضا لعلاج السرطان. هذه مريضة بسرطان الرئة. وجَّهت الطبيبة الشعاع بدقة ليصيب الورم فقط، ويقتل خلايا السرطان. خلال الحرب العالمية الثانية، إكتشف العلماء للأسف طريقة أخرى لاستخدام الإشعاع المؤين: كسلاح. إذا عبَّأت قنبلة بمواد مشعة، تحصل على انفجار أكبر بكثير مما إن لم تفعل ذلك. يؤدي الانفجار لانحلال إشعاعي سريع يُنشئ كمية ضخمة من الطاقة. في منتصف يوليو عام 1945، أُختبرت أول قنبلة ذرية بصحراء في أميريكا. بعد ذلك بثلاث أسابيع، تم استخدام قنبلة نووية لأول مرة. أسقطت طائرات أميريكية قنبلتين محملتين بمادة مشعة فوق المدن اليابانية هيروشيما وناجاساكي. في هيروشيما، قُتل حوالي 100000 شخص جراء موجة الضغط المتولدة من الانفجار والإشعاعات والحرائق التي تبعتها. في ناجاساكي، مات حوالي 70000 شخص. مات عدة آلاف من الناجين بعد ذلك بالسرطان الذي أصابهم بسبب الإشعاع. لم تُستخدم الأسلحة النووية في الحرب منذ ذلك الحين، لكنها لا تزال موجودة في عدة دول. أُجريت بضع آلاف الاختبارات لتطوير ذلك السلاح، وفي كل مرة، يُرسل محافظ هيروشيما برقية للبلد المسؤول يطلب فيها تدمير كل الأسلحة النووية. وقَّعت الكثير من بلدان العالم اتفاقات لوقف عمل المزيد من الاختبارات. لكن في الواقع لم توقع جميع الدول التي لديها أسلحة نووية على الاتفاقات. يُنقذ الإشعاع المؤين الأرواح في مجال الطب، لكنه يكون مدمرا في الحرب. هذان الشيئان واضحان جدا. لكن الأمر ليس دائما بهذه البساطة. يُستخدم الإشعاع المؤين أيضا في محطات الطاقة النووية. هناك، يُنشئ التحلل الإشعاعي طاقة تُستخدم لإنتاج الكهرباء. الطاقة النووية طريقة "نظيفة" نسبيا لإنتاج الكهرباء. عندما يعمل كل شيء كما ينبغي، فلا تُنتج الطاقة النووية أي عوادم تُدمر الطبيعة أو تغير المناخ. لذا، يرى بعض الناس أن علينا إنتاج المزيد من الكهرباء بتلك الطريقة. لكن إن وقعت حادثة في محطة طاقة نووية، فيمكن أن تتسرب المواد المشعة للخارج، وعندها تكون العواقب وخيمة. حدث ذلك فعلا. أيضا، محطات الطاقة النووية تُنتج مخلفات خطرة يجب تخزينها في مكان آمن، لآلاف كثيرة من السنين. لهذا يرى بعض الناس أن علينا التوقف عن استخدام الطاقة النووية. على الأرجح أنك انتفعت بالإشعاعات المؤينة أكثر مما كنت تعرف. لكنك أيضا تتشارك مخاطر الإشعاعات المؤينة مع جميع البشر. يمكن لحرب نووية أن تُبيدنا جميعا، ويمكن أن تنتشر المخلفات الخطرة لعدة بلدان بعد حادثة في محطة طاقة نووية. علينا التفكير معا في المخاطر التي تستحق أن نتحملها -- والمخاطر التي علينا محاولة التخلص منها.