الإنشطار والإندماج

… وها هي تصل للمنعطف الأخير، وتتصدر. قد يكون هذا دورها للفوز بالذهب! لدي فكرة يا فيليب. ماذا؟ تفقد الجدول الدوري. العدد الذري للزئبق هو 80، أي أن له 80 بروتونا في نواته، وللذهب 79 بروتونا في نواة ذرته. وماذا إذا؟ ألن يكون ممكنا تكوين الذهب من الزئبق، تكوين الذهب من الزئبق، من كل نواة؟ ماذا؟ كيف نستخدم ذلك السم الرمادي لإنتاج الذهب؟ هذا غير منطقي! لكن كيم محقةٌ في الواقع. قد يمكن صنع الذهب بهذه الطريقة. هذه نواة ذرة الزئبق. يوجد بداخلها 80 بروتونا. إذا أطلقنا نيوترونا نحوها، فيمكن أن يندمج بالنواة. هذه النواة الجديدة غير مستقرة، وهي تنحل، إلى نواة بـ 79 بروتونا. النواة الذرية للذهب! لكن شراء الذهب أرخص بكثير، فهذه الطريقة مكلفة وغير فعالة لإنتاج الذهب. لكنها ممكنة. عندما تنقسم نواة الذرة إلى عدة أجزاء، مثل عندما تصدمها جسيمات أخرى، فإن هذا يسمى بالانشطار. الانشطار اكتشاف مهم جدا للبشرية، سواء لمميزاته او عيوبه، فرغم أنها طريقة غير مجدية لإنتاج الذهب، لا انه يمكن ان يستخدم كمصدر للطاقة. هذا نظير لليورانيوم، يصدمه نيوترون، فينقسم إلى نواتين، وتتحرر الطاقة. انشطار كهذا يُحرر نيوترونين أو ثلاثة نيوترونات جديدة تنطلق بحيث يمكنها أن تصطدم بنواة ذرية جديدة، ويستمر هذا النمط في التكرار مفتعلا تفاعلا تسلسليا، تتحرر منه كمية هائلة من الطاقة. في ظروف متحكَّم بها مثلما في محطات الطاقة النووية، فيمكن استخدام هذا التفاعل لتوفير الكهرباء للمنازل والمصانع. لكن ان لم يكن التفاعل متحكَّما به، فيمكن ان تتحر كميات هائلة من الطاقة في جزء من الثانية، وهو الشيء الذي يحدث عند انفجار قنبلة نووية. ياه، الانشطار النووي مدهش فعلا. لكن هل هو جيد أم سيء؟ هناك اختلافات في الآراء حول ذلك. الانشطار، وهو شطر نواة ذرية ثقيلة، ليس المصدر الوحيد للطاقة النووية، فاندماج نواتين ذريتين خفيفتين ممكن ايضا. تصطدم هنا نواتي هيدروجين وتندمجان، فينتج عن ذلك نواة هيليوم واحدة، ونيوترون حر واحد، وكمية كبيرة من الطاقة. هذا يسمى بالاندماج. لاندماج هو ما يحرر الطاقة في مركز الشمس ويجعلها بهذه الدرجة من الحرارة. الانشطار هو انقسام النواة الذرية إلى عدة أنوية أصغر. والاندماج هو اندماج نواتين ذريتين إلى نواة أكبر. ولكن لحظة، من الذي ربح؟ من ربح الذهب؟ اوه، آسفة.