
ظهور دولة المدينة

قم بالترقية للحصول على المزيد من المحتوى
ما هي دولة المدينة؟
هذه مدينة أثينا عاصمة اليونان. لكن أثينا لم تكن دائمًا العاصمة هنا في هيلاس ، كما كانت تسمى اليونان. خلال العصر البرونزي كان الناس في منطقة البحر الأبيض المتوسط يعيشون في ممالك عظيمة مثل مصر ومايكينا. لكن الأوضاع تغيرت بدء من القرن الثامن. حيث شكلت المدن -والمناطق الريفية المحيطة بها -دولًا مستقلة، لكل منها حُكمها السياسي الخاص بها. إذن أثينا ليست مدينة فقط بل مَدِينَة بِصِفَة الدَّوْلَة: بوليس. بنيت معظم الدول المدن على هذا النحو: تقع المدينة على منحدر صخري شاهق حيث يمكن المواطنين الفرار إذا تعرضوا للهجوم. وتقع المباني حول ساحة عامة -أغورا. من أجل البيع والشراء والمناقشات السياسية، وكانوا يتخذوا قرارات سياسية مهمة أربعين مرة في السنة. فلم يعد شعب أثينا مجرد سكان في بلد يحكمه ملك عظيم – وإنما أصبح لهم رأي في القرارات الهامة، لقد صاروا مواطنون لدولتهم المدينة. لكن لم ينطبق هذا على الجميع، وإنما انطبق على الرجال فقط والذين ليسوا بعبيد منهم. هناك المئات من الدول المدينة، فبخلاف أثينا كان يوجد مدينة اسبرطة وكورينثيا وسيراكيوز. لكن سيراكيوز ليست قريبة منهم في الواقع، ولكن بعيدة في جزيرة صقلية. في القرن الثامن، أصبحت المدن الدول أكثر ازدحامًا، دون طعام كافٍ. لذلك اتجه المواطنون نحو المناطق المجاورة، فقاموا بغزوها واستعمارها. وعلى الرغم من أن الدول المدينة اليونانية ليست بدولة واحدة كاملة، بل العديد من الدول الصغيرة، وإنما كان يرى سكانها أنفسهم كشعب واحد -الإغريقيين. وكانوا الإغريقيين يتحدثون نفس اللغة ولهم نفس الحروف الأبجدية، وآمنوا بنفس الآلهة. لكن على الرغم من وجود الكثير من العوامل المشتركة بينهما، إلا أن أسلوب الحياة اختلف اختلافاً كبيراً في المدن الدول المتعددة. فقد تعامل رجال أثينا مع النساء كممتلكاتهم، فلم يسمح للنساء بإظهار أنفسهن بملابس فاضحة، ومهمة النساء الأساسية في الحياة هي الولادة. في اسبرطة، حازت الحياة العسكرية على اهتمامهم، وتمرن الجميع للحفاظ على لياقتهم. حتى النساء أيضا حافظوا على لياقتهم حيث أنهم أكثر تحررا هناك طالما ما زالوا قادرين على الولادة. وجه مواطنوا أثينا اهتمامهم في الغالب نحو الثقافة والسياسة، بينما قضي الاسبرطيين معظم وقتهم في التدريب العسكري. وبالرغم من أن مواطنو أثينا وإسبرطة كانوا على وفاق ومتعاونين -لكن سرعان ما تغيرهذا لاحقا. أفادت خبرة الاسبرطيين في الحرب أيضا أثينا والمدن الدول الأخرى. وقد شكل بعضهم اتحادًا للدفاع ضد الأعداء المشتركين، مثل الفرس، وتولت وإسبرطة زمام قيادة الإغريقيين في هذا الاتحاد العسكري. وبفضل هذا انتصر الإغريق بمعركة هامة ضد الجيش الفارسي في قرية ماراثون. بعد انتهاء المعركة، قيل إن هناك رسولًا جرى طوال الطريق من ماراثون إلى أثينا، ليزف للجميع خبر الانتصار ولكن المسافة كانت بعيدة للغاية فتسب ذلك بوفاته من الإرهاق. بعد ذلك بوقت لاحق في العصر الحديث، أطلق على سباق الركض بنفس المسافة تقريباً "ماراثون". لكن القتال ضد بلاد فارس لم يكن انتهى بعد. بعد عشر سنوات من انتصار الإغريق في ماراثون في عام 480 قبل الميلاد، حاول الفرس غزو هيلاس مرة أخرى. فكانت هزيمة اليونانيين في مكان يسمى ثيرموبلى. ثم استكمل الفرس زحفهم حتى دخلوا أثينا! ونهبوا المدينة! مما أثار هلع اليونانيين ولكن في نفس العام نالوا انتقامهم، فقد هزموا الفرس مرة أخرى، بالقرب من جزيرة تسمى سلاميس. سميت تلك الفترة من القرن الثامن قبل الميلاد حتى النصر في سلاميس "العصر القديم". ثم بدأت فترة جديدة: العصر اليوناني الكلاسيكي - "العصر الذهبي لأثينا"