تشين، الإمارة التي أصبحت إمبراطورية

في تلك المنطقة التي تعرف في الوقت الحاضر بـ الصين، كان هناك شغب. منذ مئات السنين، كانت الممالك الصغيرة تقاتل بعضها البعض من أجل السلطة. لكن في عام 221 قبل الميلاد، نجح أمير مملكة تشين الصغيرة -الأمير يينغ تشانغ -في هزيمة جميع الممالك الصغيرة المحيطة. صار الحاكم الوحيد لمملكة كبيرة، وقام بتغيير اسمه إلى تشين شي هوانغدي، بمعنى "أول إمبراطور قدير وجبار". وبدأت تتشكل البلد التي نعرفها الآن بالصين، وقام السكان بتسمية بلدهم: المملكة الوسطى. كان حكم تشين شي هوانغدي ذو قوانين صارمة وقاسية. لقد أراد لمملكته الكبيرة الجديدة أن تتماسك بعد مئات السنين من الفوضى والحرب. لذلك قام بتشكيل حكومة هي نفسها في جميع أنحاء المملكة. لقد وحدهم. كان الإمبراطور يرتدي اللون الأسود فقط، وجعل جميع جنوده يحملون دروعًا سوداء ويركبون بالأعلام السوداء. لقد جعل في مملكته، الأسود هو اللون الأساسي. قرر تشين شي هوانغدي أيضًا أنه سيكون هناك نفس النوع من المال -العملة نفسها -في جميع أنحاء البلاد. وإذا كنت بحاجة إلى وزن أو قياس شيء ما، يجب على الجميع استخدام نفس وحدات الوزن والطول. تم إنشاء نظام قياس للبلد بأسره. وقام ببناء الطرق: الطرق السريعة من عاصمة شيانيانغ إلى جميع المناطق التي غزاها بالإمبراطورية. ومن أجل ألا تتضرر هذه الطرق الجديدة، فإن تشين شي هوانغدي قرر أن جميع العربات يجب أن يكون لها نفس المسافة بين عجلاتها، بحيث يمكنها القيادة في نفس المسارات. رتب الإمبراطور أيضًا لبناء الجدران التي تربط بين جميع الممالك الصغيرة التي تم فتحها. لكي تحمي هذه الجدران المملكة الجديدة من قبائل ركوب الخيل من السهول المحيطة. لقد مات عشرات الآلاف من العمال أثناء بناء الجدران. كان هذا بداية ما يعرف اليوم بـ "سور الصين العظيم" أطول بناء في العالم. مثل العديد من القادة الآخرين عبر التاريخ، فإن تشين شي هوانغدي تملكه الخوف من فقدان السلطة. اعتقد مستشاره ورئيس الوزراء "لي سي" أن الكتابات التاريخية والدينية القديمة قد تشجع الناس على التمرد والاستيلاء على السلطة وسبلها من الإمبراطور. لذلك نصح لي سي هي أنه ينبغي منع الناس من قراءة أي شيء مكتوب قبل أن يصبح شي هوانغدي إمبراطورًا. فأخذ تشين شي هوانغدي بنصيحة لي سي وحرق جميع الكتب في البلاد التي لا تتعلق بالغابات أو قراءة الطالع أو الأدوية. وكتاب التاريخ الوحيد الذي قد يتواجد لا يفترض أن يكتب إلا من قبل مؤرخ الإمبراطورية فقط. لقد قام بإعدام ما يصل إلى 460 شخصًا متعلمًا -أكاديميين -لأنهم حافظوا على كتاباتهم القديمة. في عام 210 قبل الميلاد، توفي تشين شي هوانغدي. يقال إنه قد تسمم من حبوب تناولها ليصبح خالدا. لكنها فشلت في جعله كذلك! وتم تحضير التجهيزات لوفاة تشين شي هوانغدي. لمدة اثني عشر عاماً، اجبر 700000 سجين في بناء قبر ضخم تحت الأرض، ضريح، أكبر نصب تذكاري تحت الأرض في العالم. إنه قد يكون بحم حوالي 7843 ملعب كرة قدم. والضريح مليء بـ ثماني ألف تمثال بالحجم الطبيعي للجنود والخيول والعربات. انها مصنوعة من الصلصال المعرض للحرارة: تيرا كوتا (فخار/ طين نضج). كل تمثال لديه تعبير وجه مختلف. يوجد في وسط الضريح تل مربع كبير للدفن. وفقا لوثيقة تاريخية من القرن الأول الميلادي، تم دفن الإمبراطور مع ثروات في هذا التل، وتم إنشاء أنهار اصطناعية من الزئبق لتتدفق حوله. يقال أيضًا أن هناك أفخاخ مميتة لأولئك الذين يحاولون إزعاج راحة تشين شي هوانغدي في قبره. يعتبر جيش الطين أحد أهم الاكتشافات الأثرية في العالم، ولكن تم حفر جزء صغير فقط من منطقة الضريح. ولا يزال هناك الكثير لاستكشافه.