
روما: الحكومة الرباعية

قم بالترقية للحصول على المزيد من المحتوى
صحيح أم خطأ؟ كانت هناك أزمة كبيرة في الامبراطوربة الرومانية خلال القرن الثالث.
ماذا يحدث الآن؟ توتر آخر في الامبراطورية الرومانية. ما الذي حدث؟ حسن، ربما تذكر أن فترة السلام الروماني - باكس رومانا - انتهت بعد الأباطرة الخمس حسنوا السمعة. إنه القرن الثالث الآن، وهناك أزمة. لا يوجد أي شخص مناسب ليكون امبراطورا. يريد الكثير من الناس الجلوس على كرسي الامبراطور، ولن يتردد أحدهم في القتل ليصل إليه. لكن الامبراطورية الرومانية كبيرة جدا. كيف يمكن للأباطرة رعايتها وحماية حدودها، بينما هم مشغولون بمحاربة بعضهم البعض؟ - لا يمكنهم ذلك! قامت بعض القبائل الجرمانية بغرو ونهب حدود الامبراطورية. لم تنتهي أزمة القرن الثالث هذه، حتى مَلَك هذا الامبراطور: ديوكليتيانوس. أدرك ديوكليتيانوس أنه لا يمكن لحاكم واحد أن يعتني بالامبراطورية بأكملها، ويجب أن تتضح تبعية الأفراد لرؤسائهم. قام ديوكليتيانوس بتغيير نظام الحكومة بأكمله. حصلت الامبراطورية على أربع أباطرة، كل منهم مسؤول عن منطقة مختلفة من الامبراطورية. قام ديوكليتيانوس أولا باختيار امبراطور مساعد: ماكسيميانوس. أصبح كلاهما "امبراطورا رئيسا" - له لقب "أوغوسطس". اعتنى ديوكليتيانوس بالجزء الشرقي من الامبراطورية، بينما اعتنى ماكسيميانوس بالجزء الغربي. اختار كل من ديوكليتيانوس وماكسيميانوس "امبراطورا أصغر" له: جاليريوس وقسطنطينوس. لقب الامبراطور الأصغر هو "قيصر". هذا النوع من الحكم بأربع حكام يسمى بالحكومة الرباعية. ما زالت روما هي عاصمة الامبراطورية، لكن الأباطرة لا يعيشون بها، وإنما يعيشون في مدن نائية بالقرب من الحدود. اختلف ديوكليتيانوس والأباطرة التابعون له عن الأباطرة السابقين في شيء مهم: وهو أنهم لم يستخدموا لقب زعيم. لكنهم استخدموا لقبا بمعنى السيد، وهو "دومينوس". دومينوس هو اللقب الذي ينادي به العبيد أسيادهم. هذا يغير من شكل الامبراطور، من كونه زعيما، ورئيسا لمجلس الشيوخ، إلى "دومينوس": أي سيد الجميع. لهذا السبب سميت تلك الفترة بفترة الهيمنة. قرر ديوكليتيانوس أيضا أن على الأباطرة الرؤساء تمرير مناصبهم طوعا إلى الأباطرة الأصغر بعد فترة من الزمن. سار ذلك بشكل جيد في الانتقال الأول. تقاعد كل من ديوكليتيانوس وماكسيميانوس، وارتقى كل من جاليريوس وقسطنطينوس إلى الرتبة الأعلى، وقاموا بتعيين أباطرة أصغر آخرين لهم. لكن المشاكل بدأت بالحدوث هنا. هذا هو ابن قسطنطينوس: قسطنطين، وهذا هو ابن ماكسيميانوس: ماكسينتيوس. يتوقع الجميع أن كلا منهما سيخْلُف أباه ويصبح امبراطورا أصغر. لكن جاليريوس يقوم في اللحظة الأخيرة بتعيين رجلين مقربين منه: ماكسيمينوس دايا وسيفيروس. خاب أمل كل من قسطنطين وماكسينتيوس بالطبع. مات قسطنطينوس بعد ذلك بعام واحد، وقام جاليريوس بتعيين سيفيروس كأوغوسطس جديد، وهنا بدأت الفوضى الحقيقية: لا زال جيش قسطنطينوس يرى أن قسطنطين هو الذي يجب أن يرث حكم أبيه. لذا قاموا بتنصيبه أوغوسطسا لهم. بينما كان ماكسينتيوس منزعجا، ويريد أن يشارك في اللعبة، لذا قام بمحاربة سيفيروس وقتله ومن ثم تنصيب نفسه أوغوسطسا. عندها عاد ماكسيميانوس، والد ماكسينتيوس - والذي تقاعد سابقا - ليشارك في الحكم مع ماكسينتيوس، أيضا كأوغسطس. هذا يعني أنه أصبح هناك خمس أباطرة الآن فجأة. أربع منهم بلقب أوغوسطس، وواحد فقط كقيصر. بدأت الحكومة الرباعية بالانهيار، فقد تلت ذلك سنوات من الحروب، انتهت ببقاء امبراطورين فقط، وهما قسطنطين في الغرب، ورفيقه ليسينيوس في الشرق. هل انتهت الفوضى الآن؟ لا، هاجم ليسينيوس قسطنطين، لكنه انهزم، ولم يتبق سوى امبراطور واحد ليحكم الامبراطورية بأكملها، وهو قسطنطين، أو قسطنطين الأول، كما يُطلق عليه.