
الحرب العالمية الأولى: إغتيال الأرشيدوق فرانز فيرديناند

قم بالترقية للحصول على المزيد من المحتوى
صح أم خطأ؟ أثناء الحرب العالمية الأولى، كانت بريطانيا العظمى وفرنسا وإيطاليا جميعهم في نفس التحالف.
إنها أوائل القرن العشرين، والقوى العظمى لأوروبا في أشد حالات التأهب. الصراع من أجل القوة والخوف من الآخر أدى لتشكل تحالفين عسكريين كبيرين. في أحد التحالفين ألمانيا والنمسا-المجر وإيطاليا… ...وفي الآخر روسيا وفرنسا وبريطانيا العظمى. شرارة واحدة الآن و ستشتعل أوروبا بأكملها. بدأت الشرارة بالفعل في المدينة البوسنية سراييفو في الثامن والعشرين من يونيو 1914. كانت النمسا-المجر عندها بلدا كبيرا، نمت باحتلال أجزاء جبيرة من أوروبا الوسطى. يتحدث الناس هنا بعدة لغات ولهم ثقافات وديانات مختلفة. يشعر الكثير هنا بأنهم لا يسمح لهم بالعيش كما يريدون بلغاتهم وثقافاتهم. كانت النمسا-المجر دكتاتورية وحشية، حيث لم يسمح للناس بالتصويت، وكانوا يسجنون من يتحدث بحرية. أراد الكثير من الناس تقسيم البلد إلى عدة بلدان ليحصلوا على حريتهم. شكلت تلك الأفكار تهديدا للنمسا-المجر، وفعل من في السلطة كل ما في وسعهم لإيقافها. كان أحد من أرادوا العيش في بلد متحرر من حكم النمسا-المجر كان البوسنِيِّ جافريلو برينسيب. عندما علم أن أرشيدوق النمسا-المجر فرانس فرديناند سيأتي لزيارة سراييفو في البوسنة، قرر جافريلو أنه: سيقوم بقتل الأرشيدوق. اعتقد أن هذا سيقرب البوسنة لنيل تحررها. تم اعتقال جافريلو برينسيب بعد ثوان من إرداءه لفرانس فرديناند قتيلا بالرصاص. لكن القصة لم تنتهي هنا. قررت النمسا-المجر أن تسلك منهجا قاسيا مع كل من يفكر بنفس طريقة جافريلو… ...وكل من يريد تحرير نفسه من الإمبراطورية. تم تخويف الجميع ليصبحوا مطيعين. اتجهت الأنظار جنوبا نحو شبه جزيرة البلقان، ودولة صربيا الصغيرة، هذا لأن جافريلو برينسيب حصل على مسدسه والمساعدة في تخطيط الاغتيال من مجموعة صربية تسمى اليد السوداء. أصدرت النمسا-المجر وامر صارمة إلى صربيا بأن عليهم الطاعة التامة، وأن أي شيء غير ذلك يعني محاربتهم! وافق الصرب على كل شيء تقريبا، لكنهم لم يسمحوا لشرطة النمسا-المجر بالدخول للتحقيق في اليد السوداء. في الثامن والعشرين من يوليو 1914، عد مضي شهر من اغتيال الأرشيدوق فرديناند، هاجمت النمسا-المجر صربيا. بحلول هذا الوقت، كانت معظم التجارة التي تشارك فيها روسيا تمر عبر بلدان أخرى حول البحر الأسود ومن هناك للأسفل عبر البحر المتوسط. عندما احتلت النمسا-المجر البلقان، تمكنوا من إيقاف التجارة الروسية، وتدمير الاقتصاد الروسي. الاحتلالات الجديدة أدت لنمو قوة النمسا-المجر، وهذا يهدد توازن القوى بينها وبين روسيا. الحرب في البلقان الآن تهدد توازن القوى بين تحالفين عسكريين في أوروبا. قد يصبح أحد التحالفين شديد القوة بحيث يفقد التحالف الآخر قوته. حرب بين روسيا والنمسا-المجر الآن ستؤدي لتحارب النمسا-المجر وألمانيا من جانب ومع روسيا وفرنسا وبريطانيا من الجانب الآخر. هل كانت طلقات ت جافريلو برينسيب هي ما بدأت الحرب العالمية الأولى؟ هل كان عدم اغتياله لفرانس فرديناند سينقذ ملايين الأرواح؟ إن صح ذلك، فهو يعني أن رجلا واحدا غير مجرى التاريخ بيد واحدة، لأن التاريخ والعالم كان سيختلف تماما بدون وقوع لحرب العالمية الأولى. هذا يعني أيضا أن العالم كان سيبدو مختلفا إن لم يكن جافريلو راميا بتلك المهارة. أيضا، لم يكن اغتيال فرانس فرديناند لِيُشعل حربا كبيرة إن لم تكن دول أوروبا مرتبطة في تحالفات عسكرية مسبقا. لكنها كانت متحالفة، ولهذا، وضمن آخرين، يُجادل الكثير من المؤرخين، أن الحرب كانت ستندلع بأي حال، عاجلا أم آجلا، حتى إن لم يوجد جافريلو بمسدسه في سراييفو في ذلك اليوم.