
ما هو الاستعمار الحديث؟

قم بالترقية للحصول على المزيد من المحتوى
صح أم خطأ؟ غالبًا ما تكون الأراضي الخصبة في إفريقيا أو آسيا باهظة الثمن بالنسبة إلى السكان المحليين للشراء أو الإيجار، مما يزيد من صعوبة إطعام السكان المحليين.
في أواخر سنوات 1400، خرج المستكشفون الأوروبيون للبحث عن طرق تجارية جديدة وحضارات خارح أوروبا. بعض اكتشاف القارة التي سميت بأميريكا، غزت القوات الأوروبية تلك الأراضي، واستقروا هناك، واستغلوا الأراضي والسكان. كانت المناطق المستعمرة ولا زالت غنية بالموارد كالذهب والمعادن والأراضي الخصبة: مواد خام لم يمتلكها المستعمرون بكميات كبيرة في بلدانهم. لكن في منتصف سنوات 1800، حاربت معظم المستعمرات في أميريكا لاستقلالها عن الحكام الأوروبيين، وقد نجحوا! لكن تلك لم تكن نهاية الاستعمار الأوروبي. بخسارتهم حرب الاستقلال في أميريكا، بحثت القوات الأوروبية في أماكن أخرى عن مناطق جديدة من العالم غنية بالموارد والمواد الخام أيضا. إستعمروا مناطق شاسعة من أفريقيا وآسيا. لم تحصل البلدان المستعمرة على استقلالها إلا في سنوات 1970. لكن الاستقلال كان الخطوة الأولى فقط، فبناء دولة من الصفر شيء صعب. أحد المشكلات كانت عدم مراعاة الحدود تلك البلدان الحديثة، والتي وضعها المستعمرون، لاختلاف مجموعات سكان تلك المناطق. أدى ذلك للنزاعات والحروب. مشكلة أخرى كانت أن تلك الأمم المستقلة مؤخرا ليس لديها اقتصاد قائم. كان عليهم الاقتراض من الدول الأثرى، وكثيرا ما اقترضت من الدول التي استقلت عنها. الكثير من المستعمرات القديمة، وخاصة في أفريقيا، لا زالت تكافح لسداد تلك القروض اليوم، بسبب الخلافات الداخلية والمشاكل الاقتصادية. للحصول على المال، ليس لهذه البلدان خيار سوى إتاحة أراضيها ومواردها لبلدان أخرى. هذه البلدان عادة تنفق أموالا طائلة على المعدات والتكنولوجيا لاستخراج ونقل المواد الخام كالنفط والذهب والمعادن. إستغلالها للموارد الطبيعية عادة يضر بالسكان المحليين وبالبيئة. لكن تلك الشركات الأجنبية لا تدفع سوى أموال قليلة لشراء المواد الخام نفسها، والتي تُعالج بعد ذلك في بلدانها، ثم تُباع بأسعار أعلى بكثير عبر العالم. هذا يعني أن البلدان التي تاخذ منها تلك المواد الخام لا تحصل إلا على جزء قليل من الربح. رغم أن الشركات الأجنبية قد توفر وظائف قليلة للسكان المحليين، إلا أن البلدان تخسر عادة أكثر مما تربح من هذه الاتفاقات، وعادة ما يذهب الربح القليل الذي يجنونه لسداد القروض، بدلا من استثمارها في بلدهم. إستراتيجية أخرى تستخدمها المستعمرات السابقة أحيانا هي السماح للشركات الأجنبية بزراعة أراضيهم الخصبة الخاصة، والحصول على المال من ذلك. هكذا يمكنهم محاولة سداد القروض وتقوية اقتصادهم. عادة ما تأتي الشركات الأجنبية من أكبر اقتصادات العالم، كروسيا والصين وأميريكا، وبلدان أوروبا الثرية. ليس للسكان المحليين دخل يسمح بالدفع كما تدفع الشركات الأجنبية عادة، ولا يمكنهم شراء أو استئجار الأراضي الخصبة في بلدهم. قد يؤدي ذلك لعدم تمكن المزارعين المحليين من إنتاج طعام يكفي لهم ولمواطني الدولة. هذا النوع من التأثير على بلد ما - وخاصة المستعمرات السابقة، يسمى: بالاستعمار الحديث. أول من استخدم هذا المصطلح هو كوامي إنكوما، الرئيس الأول لغانا المستقلة. البلدان الآسيوية والأفريقية والأميريكية اللاتينية لديها الآن أعلامها وحكوماتها الخاصة، لكن نهاية الحرب لأجل الاستقلال لا زالت بعيدة لبعضها.