حرب البرق وبداية الحرب العالمية الثانية

في الخامسة إلا ربع، صباح الأول من سبتمبر 1939، ألمانيا تهاجم بولندا. مليون ونصف من الجنود الألمان، و2600 مدرعة، وأكثر من 2000 طائرة مقاتلة تدخل بولندا من الغرب والجنوب والشمال. كل شيء يحدث بسرعة: تدمر القنابل الجسور ومحطات القطارات عميقا داخل بولندا، بينما تسارع الدبابات عبر الحدود. كانت الحرب السابقة في خنادق، ولم يتحرك أي شيء بسرعة. للألمان الآن طريقة قتال جديدة - خطة جديدة. لا يعرف البولنديون ماذا يفعلون.. البقاء والقتال، ومحاصرة الألمان لهم، ..أم الهرب وسط داخل التفجيرات ودمارها. سُميت طريقة ألمانيا الجديدة للقتال لاحقا بـ 'حرب البرق': بليتزكريج. بولندا هي أول بلد يتعرض لها، ولكن ليس الأخير. وُعدت بولندا بالمساعدة من بريطانيا وفرنسا، وطلبت المساعدة العاجلة، لكنها لم تأتي. في الثالث من سبتمبر، تُعلن كل من بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا، لكن على البولنديين تدبر أمرهم. حارب البولنديون بقوة. إنهم يصمدون، على أمل مهاجمة بريطانيا وفرنسا لألمانيا من الغرب، مما يدفع الألمان للحرب على جبهتين. لم يحدث ذلك. سرعان ما وصل الألمان للعاصمة البولندية وارسو. خلال ذلك، كان الاتحاد السوفيتي يحارب اليابان منذ خمس أشهر. لكن في الـ 16 من سبتمبر، وافق البلدان على وقف إطلاق النار. لم يعد على رئيس الاتحاد السوفيتي جوزيف ستالين القلق بشأن هجوم من اليابان. في اليوم التالي، الـ 17 من سبتمبر، أرسل ستالين 800000 جندي من 'الجيش الأحمر' إلى شرقي بولندا. البولنديون في حرب منذ 16 يوم، ضد الألمان في الغرب، وأصبح لديهم عدو جديد في الشرق الآن. قاوموا بأفضل ما لديهم، لكن الجيش الأحمر هزمهم معركة تلو الأخرى. أُسر مئات آلاف البولنديين وأُخذوا لمعسكرات الاعتقال السوفيتية. أُعدم آلاف البولنديين من الجنود والقادة والنساء والأطفال من قبل الجيش الأحمر، أو جهاز الأمن والاستخبارات السوفيتي، NKVD. في كاتين، 1943، إكتشت قوات الألمان ثمانية مقابر بها جثث أكثر من 4400 ضابط بولندي.. ..مقتولون بالرصاص من الخلف، جثثهم فوق بعضها، أحيانا لحد 12 جثة فوق بعضها، محروقة. يلوم الاتحاد السوفيتي ألمانيا على المذبحة، ويلوم الألمان السوفييت. لاحقا، عام 1992، أدرك روسيا أن جهاز الأمن السوفيتي، NKVD، هو المسؤول ليس عن تلك المذبحة فحسب، وإنما عن قتل أكثر من 20000 بولندي في كاتين. سبتمبر 1939، وبعد 27 يوم من القتال العنيف ضد ألمانيا والاتحاد السوفيتي، لم تعد بولندا قادرة على الدفاع عن نفسها. إحتلت ألمانيا العاصمة وارسو، والتي تدمرت بسبب القصف. في السادس من أكتوبر، كان على الجيش البولندي التوقف: واستسلموا. لم تستسلم الحكومة البولندية، وإنما شكلت حكومة جديدة في لندن: حكومة في المنفى. أُحتلت بولندا بأكملها من الألمان والسوفييت. قُسم البلد بينهما، تماما كما نص جزء سري في اتفاق مولوتوف-ريبينتروب. وعد هتلر الألمان بتوسيع الأرض: توسع "ليبنسراوم". أصبح غربي بولندا الآن ملكا لألمانيا، واحتل ستالين هذا النطاق في شرقي بولندا: وهي منطقة خسرها السوفييت في حرب سابقة. بولندا الشرقية الآن هي واجهة الاتحاد السوفيتي أمام ألمانيا، والتي لا يثق ستالين بها، وكذلك أمام غربي أوروبا. تم إرهاب سكان بولندا بوحشية، واعتقالهم وإعدامهم.. من قبل كل من ألمانيا والاتحاد السوفيتي. مع بداية الحرب العالمية الثانية، عاش أحد أكبر تعدادات اليهود في بولندا: حوالي 3 ملايين شخص. بعد ذلك بست أعوام، سيموت 90% من هؤلاء الأشخاص.