تصنيفات الدول

ما هي دولة العالم الثالث؟ ماذا يعني ذلك؟ هل هناك أكثر من عالم واحد؟ في النصف الثاني من سنوات 1900، بعد الحرب العالمية الثانية، كان العالم شديد الانقسام. قررت البلدان التي لها نفس الآراء السياسية التجمع وتكوين تحالقات معا. هكذا تكونت فكرة العالم الأول والثاني والثالث. لفظ "العالم الأول" يستخدم للإشارة لبلدان شمال أميريكا وغرب أوروبا الذين كانوا أعضاءً لتحالف دولي يسمى الناتو. دعمت تلك الدول الولايات المتحدة، وأخذوا بإديولوجية اقتصادية وسياسية تسمى بالرأسمالية. أُستخدم كمصطلح "العالم الثاني" لوصف دول متحالفة مع الاتحاد السوفيتي، كالصين وكوبا، والذين أخذوا بإديولوجية سياسية تسمى الشيوعية. ثم مصطلح "العالم الثالث" لوصف الدول التي لم تتحيز لأي جانب في ذلك النزاع - معظمها كانت دولا فقيرة في آسيا وأفريقيا وأميريكا اللاتينية. عدة بلدان بأوروبا بقيت خارج النزاع أيضا، لذا وضعوا ضمن العالم الثالث أيضا - وحتى دول ثرية كسويسرا والسويد! بعد انحلال الاتحاد السوفيتي سنوات 1990، لم يعد تقسيم العالم لأول وثان وثالث أمرا منطقيا. الثراء والاستقرار الاقتصادي ومستوى المعيشة أصبحت أمورا أكثر قيمة ونفعا لمقارنة الدول، وتصنيفها لمجموعات. فأصبحت تلك الأمور أساسا للتصنيف الجديد الدول المستخدم اليوم. مثلا، تصنِّف مؤسسة مالية دولية تسمى البنك الدولي الدول لفئات بناءًعلى إجمالي الأموال التي يكسبها شعب الدولة ومؤسساتها - والمسمى بالدخل القومي الإجمالي GNI. حاليا، البلدان التي لها GNI أقل من حوالي ألف دولار أميريكي للشخص أو - للفرد - تصنف دولا منخفضة الدخل، والتي لها GNI أعلى من حوالي إثني عشر ألف وخمسمائة دولار أميريكي تصنف دولا مرتفعة الدخل، والبلدان التي يتراوح دخلها ما بين القيمتين تصنف دولا متوسطة الدخل. الدول مرتفعة الدخل عادة لها صناعات أكثر ويمكنها بيع المنتجات بسهولة، مما يحسن اقتصادها أكثر. إنها تعد دولا مصنعة ومتقدمة. الدول منخفضة الدخل ليس لديها الكثير من المال، ولا يمكنها الاستثمار بنفس الحجم في التكنولوجيا. هذا يُبطئ تقدمها ونموها الاقتصادي. تسمى أحيانا بالدول الناشئة. بعض الدول كانت تصنف سابقا بالناشئة، لكن اقتصادها تحسن كثيرا مؤخرا. أحيانا تسمى تلك الدول أو الاقتصادات بالـ: تحولية. لكن هذه التصنيفات لا توضح الكثير عن أحوال الناس الذين يعيشون بها، أو ما لديهم من فرص في بلد ما. هناك نظام تصنيف ينظر لثلاث عوامل مهمة توضح مدى رفاهية الناس ببلد ما. هذه العوامل هي: الصحة والأعمار والدخل وتوفر التعليم: كل هذه العوامل مجتمعة تعطي نتيجة بين 0 و1 تسمى بمؤشر التنمية البشرية. يستخدم مؤشر التنمية البشرية لترتيب الدول وتقسيمها لفئات. الدول مرتفعة الدخل وجيدة التعليم والرعاية الصحية ناتجها يقرب من 1، وهي في فئة مرتفعة من مؤشر التنمية البشرية. الدول قليلة الدخل وضعيفة التعليم والرعاية الصحية ناتجها يقرب من 0، وهي في فئة منخفضة من مؤشر التنمية البشرية. لماذا علينا القياس والتصنيف بهذه الطريقة؟ التصنيف يمكننا من جمع وتنظيم البيانات عن الدول واقتصاداتها. عندما نحلل تلك البيانات، يمكننا محاولة رصد الاتجاهات والأنماط، وتكوين رؤية عامة عن كيفية تغير وتقدم الدول. هذه التصنيفات أيضا تسهل معرفة البلدان التي قد تحتاج لمساعدة، والدول التي لديها موارد كافية لتقديم الدعم. إنها أداة قد تساعدنا على منح حياة أفضل للجميع، في عالم واحد متكافئ!