
الكساد الكبير في الولايات المتحدة الأميريكية

قم بالترقية للحصول على المزيد من المحتوى
من كان رئيس الولايات المتحدة في بداية الكساد الكبير؟
الولايات المتحدة 1932. تفوح رائحة الفشار عبر الريف. تحرق عائلات المزارعين الذرة في مواقدهم لعدم قدرتهم على شراء الفحم. يعيشون في منازل ريفية مفتحة ومتهالكة، وأطفالهم ترتدي أكياس الدقيق . خلال الحرب العالمية الأولى، عمل المزارعون بجد لإنتاج محاصيل قياسية لبيعها لدول أوروبا المشغولة عن الزراعة بالحرب. بعد الحرب بدأت الدول الأوروبية في إنتاج غذائها، فانخفضت أسعار المحاصيل الأميريكية، لذا أنتج مزارعوا أميريكا المزيد لمحاولة سداد نفقات العيش والضرائب والديون. لكن مع بدايات 1930، أصبح مكيال الذرة بعشرة سنتات فقط. انخفضت الأسعار لدرجة أن الزراعة لا تدر الربح. برغم المصاعب، كان من الأفضل للمزارعين العيش في قرى بدلا من المدن، حيث يمكنهم على الأقل أكل ما يزرعونه. عندما انهارت سوق المال عام 1929، خسر مستثمروا الأوراق المالية أموالا ضخمة. ملاك مطاعم وسائقوا أجرة وعمال مصانع خسروا كل مدخراتهم. سماسرة الأوراق المالية خسروا أموالهم وأعمالهم، واستمرت قيمة الأوراق المالية في الانخفاض. في بدايات 1930، بدأت غير المستثمرين يتأثرون أيضا. كانت البنوك قد اقترضت المال من حسابات العملاء لشراء الأوراق، ومع هبوط سوق المال، لم يعد يمكنها سداد أموال العملاء، وبدأت البنوك بالإغلاق. قلق الكثير من الأميريكان: هل بنكهم يفلس أيضا؟ فسارعوا للفروع لسحب أرصدتهم. لكن الكثير من البنوك لا تملك المال للتسديد لجميع العملاء معا. بعض البنوك لا يمكنها منح سوى 10 سنت للعميل لكل دولار في حسابه. فجأة لم يعد لتلك البنوك أي مال للعمل به، وأُغلق المزيد. البنوك من أولى القطاعات انهيارا، فقد تبعها الكثير. مع خسارة المال من انهيار السوق أو البنوك، توقف الناس عن شراء السيارات والملابس والمستحضرات. وذهب كل مالهم للطعام والسكن. أُغلقت المحلات وفُصل عمال البيع. لم يعد للمصنعين أحد يشتري منتجاتهم، لذا خُفضت أُجرة العمال وساعات العمل أو فُصلوا. المزارعون والمستثمرون وأصحاب الحسابات البنكية والعمال جميعهم يعانون بمرور البلد بأكبر أزمة اقتصادية عرفتها. إنه الكساد الكبير. بداية بانهيار سوق المال 1929، استمر الكساد الكبير عبر سنوات 1930. بدون مال لإطعام عائلاتهم، تحول الناس للأعمال الخيرية والكنائس التي وفرت الطعام من مراكز تسمى مطابخ الحساء. مئات وآلاف العاطلين الجوعى في طوابير طويلة، طوابير الخبز، بانتظار الوجبات المجانية. نفس العائلات تكافح لدفع القسط أو الإيجار، حتى اُجبروا على الخروج من المنازل وإيجاد المأوى حيثما استطاعوا. الخيار الوحيد للكثير من الناس هو بناء أكواخ من الورق المقوى والصناديق الخشبية وورق القطران. نمت مدن من هذه المنازل المؤقتة أو مدن الصفيح فوق الحدائق والأراضي الفارغة عبر البلد. يلوم الناس الفقر على القرارات الاقتصادية الضعيفة للرئيس هيربيرت هوفر، وسميت قرى الصفيح بقرى هوفر. هل هناك أي أمل للاقتصاد المتهاوي وتزايد البطالة والجوع والتشرد؟ لن يرى الأميريكان تغيرا كبيرا في الاقتصاد والحياة حتى نهايات سنوات 1930.