الاتفاق الجديد

الولايات المتحدة في يوليو 1932. أوشك الأميريكان على انتخاب رئيس جديد. يريد الكثير منهم التخلص من الرئيس الحالي هيربيرت هوفر، الذي يلومونه على الأزمة الاقتصادية - الكساد الكبير. ترشح فرانكلين روزافيلت في مواجهة هوفر، وهو يعد بفعل شيء لإنهاء الأزمة. “أعدكم وأعد نفسي باتفاق جديد لشعب أميريكا”. ربح روزافيلت بعد أربعة أشهر. لتحقيق الاتفاق الجديد الذي سيجري من 1933 إلى 1939، هدف الرئيس روزافيلت بدعم من الكونجرس لفعل ثلاث أشياء. مساعدة الفقراء والعاطلين، ومساعدة الاقتصاد على التعافي لمستوياته الطبيعية، وإعادة هيكلة الأنظمة الاقتصادية للدولة، لكي لا يحدث كساد اقتصادي مجددا. المساعدة والتعافي وإعادة الهيكلة تصبح القواعد الثلاثة للاتفاق الجديد. لمساعدة العمال الأميريكان العاطلين، أطلق روزافيلت برامج لمنح أموال طوارئ وتوفير أعمال مؤقتة للناس. بعضهم يعمل في بناء الطرق، أو تنظيم مسارح المجتمع، أو إدارة المتاحف المحلية، تحت إدارة تطوير الأعمال. يزرع آخرون الأشجار ويحاربون حرائق الغابات مع سلك الحماية المدنية. يُنفذ جزء كبير من الاتفاق الجديد خلال الأشهر الثلاث الأولى من رئاسة روزافيلت، والتي ستعرف بالمائة يوم. خلال الأعوام الثلاثة التالية، تحول روزافيلت لمساعدة المصانع والمزارع. لتقوية الصناعة، أسس روزافيلت إدارة التعافي الوطني أو NRA. إنها تسن قوانين للأعمال لتقليل الممارسات غير العادلة وتطوير المنافسة الصحية بين الشركات. كما تحدد الحد الأدنى للأجور والأقصى لساعات عمل العمال، وضمان حقهم في التجمع والمطالبة بتحسين ظروف العمل. يسمى هذا بالمفاوضة المشتركة. لمساعدة الزراعة على التعافي، يريد روزافيلت تقليل توفر الذرة والقطن والأرز، فقد أنتجت المزارع أكثر مما يحتاجه البلد خلال الأعوام القليلة الماضية، مما جعل المحاصيل رخيصة جدا، ولا يمكن للمزارعين الربح. لذا أسس روزافيلت جمعية التنظيم الزراعي، التي تمنح المال للمزارعين لتقليل الإنتاج. بتقليل المحاصيل المتوفرة، ارتفعت قيمتها، وتمكن المزارعون من رفع الأسعار. وصلت المساعدة للأكثر احتياجا، والتعافي يتم في الصناعة والزراعة. لكن ما زال على روزافيلت إيجاد طريقة لمنع الأزمات الاقتصادية المستقبلية، لذلك عليه إعادة هيكلة النظام البنكي. خلال الكساد الكبير، اختفى الكثير من أموال الناس في البنوك، لأن البنوك استثمرت أموال المودعين في سوق المال، خسرتها مع انهيار السوق. لذا أسس روزافيلت المؤسسة الفيدرالية للتأمين، لتوفر دعما لأموال الحسابات البنكية. إذا انهارت البنوك مجددا، ستدفع الدولة للناس النقود التي فقدوها. الخطة ناجحة. بدأ الناس يأمنون إيداع أموالهم مجددا، ونمى القطاع البنكي أقوى. كما جلب الاتفاق الجديد تغيرا مهما يشمل المساعدة والتعافي وإعادة الهيكلة. إنه يوفر مدفوعات حكومية شهرية للعجزة والأرامل والعاطلين والمعاقين. توفر الحكومة التأمين الاجتماعي لأول مرة في التاريخ. مع انتشار الاتفاق الجديد، تقضي المحكمة العليا بأن بعض برامجه تتعارض مع الوثيقة التأسيسية الأميريكية، الدستور. تأمر المحكمة بإيقاف بعض البرامج. لكن تأثير الاتفاق الجديد رغم ذلك على الحياة والأعمال والاقتصاد الأميريكي ملحوظ. هل ينهي الاتفاق الجديد الكساد الكبير؟ من الصعب الجزم بذلك، فلن يتعافى اقتصاد أميريكا كليا حتى تشارك في الحرب العالمية الثانية.