
أصل الهندوسية

قم بالترقية للحصول على المزيد من المحتوى
صواب أم خطأ؟ تأسست الهندوسية من قبل رجل دين يسمى سري هندوس.
كيف نشأت الهندوسية؟ إن كلمة "هندوسية" هي من أصل فارسي وتعني شيئاً من على ضفاف أراضي نهر إندوس (نهر السند)، "الهند". وقد استخدمت كلمة "هندوسية" خارج شبه القارة الهندية، وأصبحت تعني: كل التقاليد والفلسفات والطقوس التي تأتي من تلك المنطقة. لكن يفضل العديد من الهنود تسمية ذلك بـ “سانتانا دارما" ـ القانون الأبدي ـ وبهذا لا يعني الدين فحسب، بل وأيضاً التقاليد التي شكلت تطور مجتمعهم. إذن فكيف نشأت الهندوسية مثلما يطلق عليها عادة؟ فلم يكن هناك أي شخص -لا يسوع أو محمد أو بوذا -قد أسس الهندوسية. وإنما نشأت من تلاقي ثقافتين. نجد هنا على ضفاف نهر السند إحدى تلك الثقافات. إذا رجعنا بالزمن بالتحديد لتلك الفترة. في القرن السادس والعشرين قبل الميلاد قد تطورت حضارة وادي السند هنا. وثقافة سكان تلك المنطقة كانت أعظم من مصر أو بلاد الرافدين في ذلك الحين. لا يعرف الكثير عن حضارة وادي السند، ولكن أحد الأشياء المهمة التي اكتشفها علماء الآثار هو أن الناس الذين عاشوا هناك كانوا جيدين للغاية في بناء أنابيب المياه والصرف وذلك قبل عدة آلاف من السنين من قيام أي ثقافة أخرى باكتشاف ذلك. كل منزل كان له أنبوب تصريف خاص به لسحب الماء. وكان يوجد أيضا بإحدى المدن مجمع ضخم من الحمامات. وبما أنه لم يستطع أحد فك رموز نصوص كتابات تلك الحضارة، لذلك لا يُعرف ما إذا كانت الحمامات تُستخدم في الطقوس الدينية أو ما إذا كان الناس هناك أحبوا فقط الاعتناء بنظافتهم. كما عثر علماء الآثار أيضًا على بعض الصور المختومة التي تُظهِر أشكالًا صغيرة. يجلس هذا الشكل وأرجله متقاطعة وربما يمارس التأمل، مما جعل بعض علماء الآثار أن يظنوا أن هذه نسخة قديمة من شيفا، على الرغم من قول آخرين إنهم لا يمكنهم جزم ذلك حقا. لقد صارت حضارة وادي السند في أوجها بين 2600 و1900 قبل الميلاد. وبحلول ما يقرب من 1500 شخص من ثقافة أخرى إلى هنا من آسيا الوسطى: الآريون. فقد جلب الآريون لغتهم وآلهتهم بما في ذلك إله الشمس، وشربوا الخمور اعتقادا منهم أنها تجعلهم خالدين. وجلب الآريون أيضا نظامهم الاجتماعي. وهو مقسم إلى ثلاث مجموعات: ا لكهنة، النبلاء والمحاربين، والعمال. في نهاية المطاف امتزجت حضارة وادي السند والثقافة الآرية سويا. تلي ذلك الفترة التي تشكلت وتكونت بها الأفكار حيث على سبيل المثال كيف يجب أن يتصرف الكهنة وكيفية أداء الطقوس. ولقد تناقلت تلك الأفكار شفهيا إلى أن تم تدوينها في الكتب أخيرا. سميت هذه المجموعة من الكتب بـ "الفيدا" وعرفت تلك الفترة بـ عهد الفيدا. يوجد في الفيدا بخلاف التقاليد والطقوس أيضًا كتب عن الأساطير والفلسفة. الآلهة المذكورة في الأساطير الفيدية تختلف عن آلهة الهندوسية اللاحقة. فهي رموز الطبيعة أو المفاهيم المجردة. الثلاثة الأكثر أهمية هم المطر والحرب -إندرا، النار -أجني، وشرب الخمور كقربان -سوما. لذلك اختلفت ديانة الفيدا عن الهندوسية فيما بعد، ولكن في بعض أجزاء من الفيدا ذكرت بعض الأشياء والتي قد أصبحت مفاهيم مركزية في الهندوسية: كيف يحدث البعث مجددا، وكيفية تحرر المرء من الولادة مجددا -سامسارا – حقيقة الإبصار من الوهم -مايا – الوصول للحرية -موكشا. تداول مفاهيم مثل الواجبات -دارما - وكيف تؤثر أعمال الفرد في حياة ما على حياته الأخرى -الكرما – فذلك قد ذكر أيضًا في الفيدا. هذه الأفكار هي بداية ما أصبح في لاحقا الهندوسية أو سانتانا دارما".