الديانة السيخية

هذا هو المعلم الروحي ناناك ديف جي الذي عاش فيما بين القرنين الخامس عشر والسادس عشر في ولاية البنجاب في شمال الهند كما تعرف بالوقت الحالي. تعني كلمة غورو المعلم الروحي وفي القرن الخامس عشر أسس هذا المعلم ديناً جديداً. في لغته البنجابية كلمة التلميذ تعني السيخ. وهكذا أصبح الدين يعرف بـ السيخية. في ذلك العصر، عاش الهندوس والمسلمين جنباً إلى جنب في البنجاب، كما هو الحال اليوم. كان لدى المعلم ناناك ديف جي وحي روحي، ولقد أدرك أن الأمر لا يهم إذا ما كنت تسمي نفسك هندوسي أو مسلم. كل البشر متساوون بغض النظر عن الدين أو الطبقة الاجتماعية - أو نوع الجنس. الهدف من السيخية، كما في الهندوسية، هو التحرر من الولادة مجددا؛ لتصبح روح المرء لا تتجزأ من روح الإله، ولكن السيخ يقولون أن هناك إله واحد فقط، وهو الإله الأبدي - فالسيخية ديانة توحيدية. السيخ لديهم العديد من الكلمات للإله، ومن أهم الكلمات االتي تقال وهيغورو. وهذا يعني شيئا مثل "المعلم العظيم الذي أتى بالنور ليمحي الظلام".". وفي بعض الأحيان يستخدم السيخ أيضاً الكلمة العربية للإله: الله. جاء من بعد غورو ناناك ديف جي تسعة معلمون أخرون. لكن حاكم البنجاب قد قتل المعلم العاشر: الإمبراطور المغولي المسلم. ولم يختر المعلم العاشر أي شخص كخليفة له. بدلاً من ذلك، قرر أن يتم دمج النصوص المهمة للمعلمين السابقين في كتاب مقدس واحد. كتاب من شأنه أن يكون المعلم الحادي عشر الأبدي: ادي جرانث. يعتقد السيخ أن لكل البشر الحق في اتباع طريقهم نحو الرب دون أن يدينهم أحد أو يحاول التأثير عليهم. لذلك بعد وفاة المعلم العاشر، لم يكن لدى السيخ أي كهنة أو زعماء الدين، بخلاف النصوص في آدي جرانث. في عصر المعلم الأول، كان المجتمع الهندي يعاني من قدر كبير من التفاوت وعدم المساواة. وكان الناس يتلقون معاملة مختلفة اعتماداً على الدين أو الطائفة. أما النساء اللاتي مات أزواجهن فقد احترقن على قيد الحياة أثناء مراسم تشييع جنازة أزواجهن. فانقلبت السيخية ضد هذا التفاوت. ولا تزال ضده حتي العصر الحاضر. لإظهار أنه لا يهم الأسرة التي تنتمي إليها، تحصل جميع النساء اللاتي يرغبن في الانضمام إلى الديانة السيخية على لقب جديد: كور ومعناه الأميرة. بينما يحصل جميع الرجال على اسم سينغ ومعناه الأسد. كما أن المرأة والرجل يتقاسمان جميع مجالات المسؤولية. أما المعلم السادس فقد اعتبر السيخ جنودا قديسة، واجب عليهم الدفاع عن حقوق جميع المظلومين أو المضطهدين، بغض النظر عن اللون أو الطبقة أو العقيدة. وبسبب ذلك، يرتدي السيخ خمسة أشياء كل يوم، شيء مشابه لزي رسمي، تبدأ هذه الأشياء الخمسة بالحرف كـ وهي: شعر ولحية غير مقصوص، ولكن مهندم: كش. يغطي شعر الرأس بـ عمامة أو قطعة قماش للرأس. مشط خشبي صغير: كانغا، يستخدم هذا على الشعر مرتين في اليوم. الخنجر: كيربان. إن الخنجر يستخدم فقط في الدفاع عن النفس، أو لإنقاذ حياة شخص آخر. إنه أيضًا رمز لكيفية اختراق قوة الحقيقة للكذب. ويوجد نوع من السراويل القصيرة أو الداخلية : كاتشيرا. وهي لتذكير المرء بعدم ممارسة الجنس قبل الزواج. سوار من الصلب أو الحديد: كارا. هذا السوار الغير قابل للكسر ليس مجرد تذكير لمرتديها بأن الرب أبدي، وإنما أيضًا تذكير عن الوحدة مع الرب والروابط التي تربط كل السيخ بالطائفة. يوجد حوالي 25 مليون سيخ في العالم ، يوجد معظمهم في البنجاب. ستجد هنا أيضًا مدينة أمريتسار السيخية المقدسة، وهنا في المعبد يتم الاحتفاظ بنسخة مكتوبة بخط اليد من الكتاب المقدس المعلم الحادي عشر.