
البنى

قم بالترقية للحصول على المزيد من المحتوى
صحيح أم خطأ؟ دائما ما يكون الهيكل مخططا وموضوعا بواسطة شخص ما.
عند دراسة العلوم الإجتماعية، أو قراءة الجريدة، ربما تصادف أحيانا مصطلح "الهيكل". إنه مصطلح معقد، لأنه قد يعني أشياء مختلفة. أقدم معانيه له علاقة بالمباني. بنية المبنى هي الأساسات والأعمدة والإطار، أي، هيكل المبنى. إنه ما يبقى المبنى متماسكا. لكن عندما نتحدث عن الهياكل في المجتمع، فإنها ليست مصنوعة من الحديد والاسمنت، ولكن، من ماذا تتكون؟ هناك عدة إجابات لهذا السؤال. تماما كما أن هيكل المبنى هو ما يبقيه متماسكا، يمكننا القول بأن هيكل المجتمع هو القوانين والقواعد والسلطات التي تكون إطار المجتمع، وبنفس المنطق، فإن هيكل الشركة، هو النظم والسياسات المتبعة. لذا يمكن القول بأن المعنى المبدئي للهيكل هو القواعد الرسمية والتنظيم. إنه شيء يمكننا دراسته بموضوعية. يمكننا رؤية وقراءة القواعد ومناقشة معانيها. المعنى التالي للهيكل وصفي أكثر. يمكننا التحدث عن الهيكل العمري مثلا، والذي يصف عدد الأشخاص لكل فئة عمرية في المجتمع، ويمكننا الحديث عن الهيكل السوقي، عندما ننظر إلى نمط الشركات التي تبيع أو تشتري الأشياء. هذا المعنى للفظ "الهيكل"، أقل مشابهة لمعنى هيكل المبنى. لأننا الآن لم نعد نتحدث عن الإطار الذي يبقى الشيء قائما، وإنما عن الشكل والترتيب، أو النمط الظاهر الذي يمكننا ملاحظته من الخارج. لذا فالهيكل هنا يعني: وصف المكونات التي يحتوي عليها شيء ما، والعلاقة بين هذه المكونات. ثم يمكننا أيضا الحديث عن الهيكل لوصف الأنماط السلوكية والفكرية والقيمية. لنقل أن معظم طلاب مدرسة يرون أنه من المهم أن يشعر الجميع بشعور جيد، ويحبون تقديم الدعم والثناء لبعضهم البعض، فهذا النمط يعد هيكلا. أو إذا كان هناك اتفاق غير منطوق، أو عرْف بأنه من الأكثر قبولا المقاطعة والضحك أثناء حديث البنت بينما هو أقل قبولا إن كان المتحدث ولدا، فهذا أيضا هيكل. الهيكل بهذا المعنى هو: نمط في سلوكنا وقيمنا. الناس الذين هم داخل هذا الهيكل قد لا يدركون. كل سلوك وكل تعليق يقوم به أحدهم، قد يُقصد به المزاح، لكن النمط الذي يظهر على الشخص أو الشيء الذي يتم المزاح عنه قد لا يكون ظريفا. إذا سمعت أحدا يتحدث عن الهياكل الخفية، أو العنصرية الهيكلية، أو الإضطهاد الهيكلي، فالمقصود بلفظ الهيكل هنا غالبا يعني: نمط في سلوك الناس وقيمهم، وهذا الاستخدام لمعنى الهيكل ليس مجرد وصف محايد لنمط يمكن ملاحظته من الخارج، لأنه عندما يوجد نمط لسلوك معين، فإن ذلك يؤثر على إدراكنا لما يعد طبيعيا، ثم يتحول ما عددناه طبيعيا إلى عرف، وهو القاعدة غير المكتوبة. الهيكل بهذا المعنى يشبه معنى الثقافة. لذا فالهيكل يمكن أن يكون: الإطار الذي يبقى شيء ما قائما، سواء صُنع من الحديد والأسمنت أم من القواعد والتنظيمات، وهو الهيكل كإطار، أو أن يكون: وصف المكونات التي يحتوي عليها شيء ما والعلاقة بين هذه المكونات، وهو الهيكل كوصف للنظام، أو أن يكون: نمط في القيم والسلوك، حيث يؤثر النمط نفسه في تقوية تلك القيم والسلوكيات تحديدا، وهو الهيكل كثقافة. لكن لحظة. الثقافة، ألا يمكن أن تعني أيضا أشياء كثيرة أخرى؟ نعم، ولكن لنناقش ذلك في وقت آخر.