الإعلام

عندما تستيقظ لينا في الصباح، تمسك بهاتفها وتتفقد الأخبار لمعرفة ما حدث أثناء الليل. بينما تقرأ أمها الجريدة الصباحية عادة، أما والدها، فيفضل السماع للراديو. ليون، أخو لينا الأصغر، ليس مهتما بالأخبار. إنه يفضل الرياضة. الصحف اليومية والراديو والتفاز كلها أمثلة لوسائل لإعلام. نمضي الكثير من أوقات استيقاظنا مع أنواع مختلفة من وسائل الإعلام. ما نقرأه ونسمعه ونراه، كله يؤثر على نظرتنا للعالم والقرارات التي نتخذها. قديما، وقبل ظهور وسائل الإعلام، كانت جميع الاتصالات من شخص لشخص. الشخص الذي لديه أخبار لينقلها، كلن يتحدث مباشرة مع الخص المستمع. المعلومات التي تخص الأماكن الأخرى كانت لا تصل إلا قليلا، وإذا وصلت، فهذا يعني أن غالبا أن شخصا له تأثير كبير على المجتمع هو من أرسلها. هذا هو السبب في أن الناس لم يعرفوا إلا القليل عما يجري في العالم، وما كان يمكنهم إلا معرفة الأشياء التي يريدهم من في السلطة أن يعرفوها. التواصل المباشر بين الناس مهم في كل زمان بالطبع. إننا نتحدث مع الناس لنخبرهم عما نشعر وبما نمر به في حياتنا اليومية. لكن ليتم إعلامنا بما يجري في العالم والسياسة، فإننا غالبا نتوجه إلى لإعلام، لنقرأ ونستمع للعاملين هناك - الصُّحُفيين. لا يمرر الصحفيون ما يقوله السياسيون فقط، لكنهم أيضا يدققون في ما يقوله السياسيون وما يعملونه، ويحاولون معرفة ما إذا كان السياسيون صادقون في أقوالهم، وما إذا كانوا ينفذون وعودهم. بدون الإعلام، سيكون من الصعب معرفة مدى جودة أداء السياسيين المنتخبين لوظائفهم. لذا فوسائل الإعلام مهمة لعمل الديمقراطية. لتتمكن وسائل الإعلام من التدقيق في أعمال السياسيين، فيجب ألا يتحكم السياسيون في تحديد ما تقوم وسائل الإعلام بالإفصاح عنه. يجب أن يكون الإعلام حرا ومستقلا. البلدان المحكومة بحكومات دكتلتورية غالبا ما تفقد حرية وسائل الإعلام واستقلالها. في بلدان كهذه يكون من الشائع أن تقوم الحكومة بمنع أو كتم أو إخفاء معلومات أو رسائل معينة من أن يتم نشرها. إنهم يقيدون الإعلام، وإذا تمكنت الحكومة من تقييد الإعلام، فالنتيجة تكون غالبا أن الإعلام لا ينشر إلا الأشياء التي تُظهر النظام الحاكم بشكل جيد وقوي. في أوضاع كهذه، لا يهم إن كانت الأخبار صحيحة أم خاطئة. إذا خرق الصحفي قواعد الرقابة في البلدان الدكتاتورية فإنه يخاظر بدخول السجن غالبا، أو تُخاطر قناته أو صحيفته بأن يتم إغلاقها. لا يخبرنا الإعلام عما يحدث في العالم والسياسة فحسب، وإنما يقوم الإعلاميون أيضا بالتعليق على الأشياء. لذا لا يتعلق الأمر بالحقائق فحسب، وإنما بالآراء والتفسيرات أيضا. عندما يقوم الإعلاميون بذلك، فإنهم يشاركون في مناقشة المواضيع المهمة، فيقومون بتقديم حجج ومقارنات وتحليلات جديدة. عندما يقرا ويستمع ويشاهد قطاع كبير من المجتمع عبر نفس القنوات الإعلامية، فإن ذلك يكَون فهما مشتركا للمجتمع. لن يتفق أي شخص مع أي شخص آخر على كل المواضيع، لكنهم سيتعرفون على نفس المواضيع والآراء عنها والحجج المختلفة حولها. عندما تعمل وسائل الإعلام بهذه الطريقة، يكون لدينا حوار مجتمعي، وهو النظرة الموحدة للمجتمع بما فيه من نزاعات وخلافات. لذا يمكننا القول بأن على الإعلام مسؤولية في المجتمع، وهي: نشر المعلومات، والتدقيق في عمل السلطة، والتعليق والتحليل والمناقشة، والمشاركة في الحوار المجتمعي وفهمنا المشترك لمعنى المجتمع وإلى أين يتجه.