الليبرالية

ألا نعيش أفضل الأزمنة ، أليس كذلك؟ الديمقراطية وحرية التعبير وحرية الصحافة، والحرية الدينية.. هل تمزح؟ هل لديك أي فكرة عن حجم الظلم الموجود في العالم؟ بالتأكيد، لا يزال هناك الكثير من الظلم. إلا أننا على الطريق الصحيح – و بالتأكيد كان الأمر أسوأ قبل ذلك. نعم كان كذلك: الآن تحرر العديد من الناس من الديكتاتوريات. هذا يعتمد على ما تعنيه بالدكتاتورية. ألسنا نحن جميعا عبيدا للمال والاستهلاك؟ هذه المجتمعات التي تزعم أنها حرة، الناس فيها يسيطر عليهم بشكل أكبر الشركات متعددة الجنسيات! لا، تتعلق الدكتاتورية بمكان حصول الحكومة على سلطتها. أعني: في مجتمع جيد، يتم تسليم السلطة للشعب. ويقول الناس شيئا مثل: حسنا, تستطيع أن تكون مسؤول لفترة من الوقت, لكن ذلك فقط طالما تقوم باتخاذ قرارات يستفيد منها الناس. أما إذا بدأت بتحقيق النفع لنفسك، على حساب الشعب، فسوف يتم تسليم السلطة لشخص آخر بدلاً منك. إن هذا يبدو كصفقة بين الشعب والحكومة – عقد اجتماعي. الشعب، وهو نحن، يسمح للحكومة بسلطة، فنحن من نقوم بتفويض السلطة.. وإذا ما أساءوا استخدامها، نستطيع استعادتها. وهذا تماما هو سبب حاجتنا لفصل الدولة عن الدين. الدولة للشعب, وليست لله. هممم... ولكن ألا تقلل من أهمية الدين في المجتمع؟ هناك سبب لأن يلعب الدين دورا هاما في جميع الحضارات التي نعرفها. إذا ما حاولت القضاء على الدين، ستلاحظ مدى أهميته لمجتمع مستقر. أنا لم أقل نقضي على الدين. بل على العكس : ينبغي أن نتسامح مع كلّ الأديان. كل فرد حر في الاعتقاد في الدين الذي يريده أيا كان، ولكن لا يتم إكراه أي أحد على الاعتقاد.. ولذلك فحقوق الإنسان الأساسية هي أمر في غاية الأهمية: إنها تدور حول حق كل واحد منا، كفرد في الاعتقاد، أو القول، أو الحياة بالطريقة التي يريدها.. ولا يحق لأي شخص انتهاك هذه الحقوق. وهكذا, يتألف المجتمع من أفراد, ودور الحكومة هو السماح لهؤلاء الأفراد أن يكون أحرارًا قدر الإمكان. على رسلك الآن أيها الشاب. يتألف المجتمع أيضًا من أسر. وأسر ممتدة. وشركات. ما إذا اهتم الجميع فقط بأنفسهم ومتعتهم؟ سوف ينهار المجتمع! إذا كنت تركز فقط على الأفراد، سوف تفتقر إلى الصورة الكبيرة -كيف يتم توزيع السلطة في المجتمع. نحن العمال يجب أن نتحد سويا لأجل الصالح العام - من أجل الجماعة. وهذا أكثر أهمية من اتباع أهواء فرد واحد! آه نعم, نحن بحاجة إلى الآخرين - فنحن البشر لدينا طبيعة اجتماعية، ونتعاون بسهولة مع الآخرين. ولكن كل هذه الأمور يجب أن تكون طوعية، واستنادا إلى الاتفاقات التي يتفق عليها كلا الطرفين. إذا لم يكن كذلك، فهذا اضطهاد، حتى وإن حدث داخل أسرة أو شركة. وأين يقودنا هذا التركيز على الفرد؟ أنه يأخذنا إلى مجتمع أناني، حيث يصبح الأغنياء فقط أكثر ثراءًا! على الإطلاق. فالخباز على سبيل المثال؛ يريد بيع خبزا أكثر، لمنفعته الخاصة، ولخدمة مصلحته الذاتية. ولكن لا يمكنه بيع خبزا أكثر إلا إذا كان الخبز الذي يخبزه أرخص أو أفضل من الخبز في المخابز الأخرى. وهذا يعود بالنفع على المستهلك. لذلك، ليست هبة من الخباز أن نتوقع الخبز على الطاولة، ولكن بحثا عن منفعته الخاصة.. أجل هذا صحيح. آه، بالنسبة لي؟ لذيذ!