المحافظة

آه، ما هذا الآن؟ يظن أحد السياسيين أنه يجب إعادة تنظيم النظام التعليمي بأكمله من جذوره". بعض الناس لديهم ثقة زائدة بأنفسهم. ما المضحك؟ نظام التعليم يحتاج لرؤى جديدة، شخص يعيد تنظيمه جذريا من أسفله لأعلاه، أليس كذلك؟ هذا تحديدا "إعادة تنظيمه جذريا" هو ما يضحكني. كلما تم تعيين شخص جديد في مركز حيوي من المجتمع، ويقوم بإعادة تنظيمه جذريا، فإنه يقوم بتدميره كليا! هذه الفكرة، أن تتمكن مجموعة صغيرة من الناس من تخيل وتصميم مجتمع أفضل، غير واقعية! المجتمع معقد جدا، ونحن البشر ليس لدينا ما يكفي من الحكمة والسوية لنتمكن من إعادة تصميم مجتمع جديد. هناك أسباب جيدة لإبقاء الأشياء على ما هي عليه الآن. ماذا؟ هل تعني أن كل شيء جيد فقط كما هو موجود اليوم؟ ليس بالضرورة. لكن هذا المجتمع، بمؤسساته وقوانينه وأعرافه، نعم حضارتنا وطريقة حياتنا.. ..قد نمت تدريجيا بر تغيرات صغيرة خلال مئات السنين. عرفنا ما هو جيد من الخبرة عبر الزمن، ومن الغطرسة نوعا ما الاعتقاد بأننا نستطيع إيجاد طرق أفضل لعمل الأشياء هكذا فحسب. إنه الاستقرار. يزدهر المجتمع من خلال الـ إ س ت ق ر ا ر! تسرع أكثر: سرعة أقل. هاها. إستمع لهذا! بالطبع يريد من لديهم القوة والمال الاستقرار! أنتم يا من تملكون الشركات بالطبع تريدون المحافظة على المجتمع بالطريقة التي يبدو عليها الآن، لأنها تفيدكم - نتم تريدون فقط حماية حقوقكم وامتيازاتكم. آوه… الأمر كالتالي: أصحاب الشركات يقومون بذلك لأنهم أنشأوا فكرة ثم عملوا بجد. لم يأخذوا أي شيء من أي أحد - لقد بنوه من الصفر. امتلاكهم لك يمنحك أمانا: فتكون لديك أصولك لتستند عليها خلال الأوقات العصيبة، وبذلك تكون أقل اعتمادا على الدولة لأمانك. الامتلاك هو الحرية من التبعية، وأيضا: إذا كنت تملك شيئا، فإنك ستهتم به بشكل أفضل. الملكية تؤدي إلى المسؤولية. أعني، من يهتم بالعمل بجد لتكوين وإدارة شركة ذا هذه الشركة ستصبح ملكا للحكومة، أو للجميع معا؟ لا، الملكية الخاصة هي أحد أحجار الزوايا لمجتمع جيد. يسهل على من ورث شركة أن يقول ذلك. انظر إلى الناس الذين في قاع المجتمع، الذين يقومون بغسيل الصحون في المطاعم وتوصيل الأوراق في الصباح وقيادة الحافلات في الليل. هؤلاء هم أحجار الزوايا في المجتمع. لا. لم تستطع رؤية الاختلافات بين الناس. بعض الناس يجيدون الغناء، والبعض الآخر يجيدون الأعمال. يبدو هذا كطريقة لإبقاء الناس في أماكنهم ومنعهم من التطور إلى أي شيء يمكنهم أن يصبحوا عليه. أظن أنك تقلل من إمكانية كل فرد، أو إمكانيته الفطرية ليصبح ما يريد. حسنا، قد يبدو هذا الكلام جميلا، لكنك تخلط بين المساواة في الأحقية، وبين التماثل. الناس ليسوا مثل بعضهم، وأنت لا تفيدهم بأي شيء من خلال تظاهرك بأنهم متماثلون. أنت لن ترغب بأن يقوم أفضل لاعب كرة قدم في العالم بإدارة أموالك؟ أو أفضل شرطي بطبخ طعامك؟ بعض الناس مبتكِرون، أو لديهم قيم قيادية قوية. بينما آخرون يجيدون المساعدة أكثر، والعمل بشكل أفضل تحت إشراف شخص آخر، وهذا ليس شيئا سيئا! لا ينبغي أن يخجل أحد د من مكانه الطبيعي خُلق لأجله! الاعتزاز المهني، وأن لكل شخص دوره الخاص! هممم. حسنا، طالما لن تكون أنت من سيرؤسُنا...