
إستراتيجية القرائة: قرائة ما بين وما وراء السطور

قم بالترقية للحصول على المزيد من المحتوى
ما الذي تقوم به عندما تسأل نفسك عن سبب ما تقوم به كل شخصية في النص؟
إستمع لهذا النص: لفت فيليسيا وشاحها الصوفي الطويل حول رقبتها وشدت قبعتها لتغطي أذنيها. إنها تمشي مجهدة في الشوارع التي لم تُجرف ثلوجها بعد قاصدة وسط المدينة. ما الذي يحدث هنا؟ ما نوع الطقس؟ أي فصول السنة هذا? فيليسيا ذاهبة لوسط المدينة، ولكن أية مدينة؟ وفي أي بلد؟ إن كنت قارئا حيويا، فربما تكون قد رسمت بعض الاستنتاجات: الوشاح الصوفي الطويل يدل على: أن الطقس بارد. إنه الشتاء. الشوارع غير مجروفة الثلوج تعني أيضا أنه الشتاء، وأنه مكان من الطبيعي جرف الشوارع فيه، لذا فهي في مدينة تتساقط بها الثلوج في الشتاء بالتأكيد. ليس أيا من هذا مكتوبا في النص. ولكنه موجود ! ولكن فقط غير مكتوب في السطور ولكن بين السطور نوعا ما. عند أول قراءة، نقرأ المكتوب في السطور فقط. يكون هذا في الغالب كافيا إذا كان النص بسيطا، ولكن إن كنت تقرأ نصا خياليا... فعليك قراءة ما بين السطور أيضا إن أردت فهم القصة كاملة. قراءة ما بين السطور, هي عملية رسم الاستنتاجات بناء على ما هو مكتوب في السطور. لكن لحظة. إننا في هذه الحالة نبتكر أمورا! إلى أي مدى يمكننا التخمين والتصور؟ إلى مدى بعيد جدا. لنعود إلى فيليسيا. تمسك فيليسيا بهاتفها وتنظر إليه ثانية. ما زالت الساعة 7.03 مساء. تنحني للأمام وتنظر عبر الشارع الفارغ، حتى تلتقط انعكاسا لها على نافذة محل. يبدو شكلها جيدا، ضبطت ملابسها الجديدة قليلا ونظرت في هاتفها ثانية. 7.04 الأن. ما هي الدلائل التي نفهمها من هذا؟ لماذا تنظر عبر الشارع وتتفقد الوقت باستمرار؟ هل ستفاجأ إذا تبين أن فيليسيا, تنتظر أحدا؟ ولماذا تتفقد شكلها وترتدي ملابس جديدة؟ يبدو أنها تريد ترك انطباع لدى شخص ما، وهي تنتظر وصوله الآن؟ هل هو خطيبها؟ قارن هذا بالنص الأول: إن عرفنا أن شخصا ما يرتدي وشاحا وأن الشوارع لم تُجرف بعد, فهو حتماً وقت الشتاء. لكن لا يمكننا التأكد لم كانت فيليسيا ترتدي ثيابا جديدة وتتأكد من حسن مظهرها، أو إن كانت متوترة أو مغرمة بمن تنتظره. لقد تعمقنا أكثر، ولا نقرأ الآن ما بين السطور فحسب. إننا نتعدى ذلك لنقرأ ما وراء السطور عندما نقرأ ما وراء السطور فإننا نسأل أنفسنا عن سبب قيام الناس بما يفعلونه. إستراتيجية قراءة ما بين السطور وما ورائهاتشابه كثيرا استراتيجية عمل روابط النص. جرب بنفسك! في المرة التالية التي تقرأ فيها قصة ما، توقف لتسأل نفسك: ما هي علاقة الناس ببعضهم هنا؟ ما الذي يشعرون به الآن؟ لماذا يشعرون بهذا؟ ما الذي سيحدث تاليا؟ ولماذا؟ ما هي الدلائل التي يمكن أن تساعدني لفهم ما يحدث؟ إجابات هذه الأسئلة ليست مكتوبة في السطور. إنك تكونها بنفسك داخل رأسك! عندما تقرأ بحيوية وتكون جزءا من القصة بنفسك، فإنك تصبح أكثر اندماجا وتصبح القصة أكثر حيوية. يمكن وصف هذا النوع من الاستنتاج بالإستدلا. لدينا إذا ثلاث طرق للقراءة: قراءة ما على السطور، حيث لا نقوم بأي استدلالات، وقراءة ما بين السطور، حيث نقوم باستدلالات بسيطة، وقراءة ما وراء السطور، حيث نقوم باستدلالات عميقة لمعرفة الأسباب وراء وراء ما تفعله كل شخصية.